على الرّغم من أنّ الطّبيعة لطالما ألهمت صانعي المجوهرات في جادة فاندوم بمن فيهم فريديريك بوشرون، لم يفشل هذا الأخير يومًا في تمييز نفسه عبر ترجمة رؤيته للطبيعة ككائن حيّ يتنفّس بحرّيّة وينبض بالحياة ويحتفي بالعفويّة والتّحرّر إلى تصاميم مجوهرات راقية أخّاذة. وهذا العام، تتولّى كلير شوان مهمّة إحياء هذه الرّؤية الفريدة بأبعاد جديدة تمامًا. ففي الواقع، في مجموعتها المؤلّفة من 28 قطعة مصمّمة ليتمّ ارتداؤها بأساليب مبتكرة، تستولي الطّبيعة على الجسد وتمحو الحدود ما بين الإنسان ومحيطه الطّبيعي.

في عالم بوشرون، تحلّق الفراشات والخنافس واليَعاسيب بين البرسيم والأقحوان والورود البرية والأشواك – ملقيةً الضّوء على ميول مؤسّس الدّار إلى الجمال المختبئ في التفاصيل البسيطة مقارنةً بصانعي المجوهرات الذين عاصروه وشغفهم بالأزهار الفاخرة والحيوانات الملكيّة. سائرةً على خطاه، ترمز شوان إلى المثابرة والصمود من خلال تشكيلة Airelles، وإلى الثروة والخصوبة والوفرة من خلال تشكيلة Avoine، وإلى التقشّف والصلابة من خلال تصاميم Chardon، وإلى المشاعر الدائمة والحنان الصادق من خلال إبداعات Cyclamen، وإلى الطهارة والبراءة من خلال تشكيلة Fleur de Carotte، وإلى الشغف ودفء المشاعر من خلال تصاميم Fuchsia، وإلى الخلود والمجد من خلال إبداعات Laurier، وإلى الحب العميق والعواطف المتجذرة من خلال تشكيلة Lierre، وإلى القدرة على التّكيّف والصّمود من خلال تصاميم Roseau، وإلى الحظ السعيد والتوفيق من خلال تصميم Scarabée Rhinoceros، وإلى التّجدّد والانبعاث من خلال تصميم Bourdon، وإلى القوّة من خلال تصميم Lucane – على سبيل المثال لا الحصر.

وأبصرت هذه الروائع النّور بفضل الحرفيّة الدّقيقة والإبداع اللامتناهي، فانضمّت إلى أرشيف الدّار الغني المستوحى من الطّبيعة وجسّدت هذه الرّؤية التي لطالما ميّزت بوشرون من منظار كلير شوان المنعش.