على مرّ التاريخ والقبّعات تشكّل عنصرًا مميّزًا في موضة النساء، متجاوزة فائدتها العمليّة. فكانت هذه الإكسسوارات المخصصة للرأس رمزًا للمكانة الاجتماعيّة وتعبّر عن الأسلوب الشخصيّ وتعكس التغيّرات الثقافيّة – الأمر الذي يجعل قصّتها مفعمة بالفنّ والرمزيّة والتحوّل.
في العصور الوسطى، كانت القبّعات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالدين والاحتشام. فكانت المرأة ترتدي الحجاب أو الأغطية لتغطية شعرها، امتثالًا لآداب المجتمع. ومع عصر النهضة، أصبحت قطع الرأس أكثر تعقيدًا، فتزيّنت بالجواهر والريش للإشارة إلى الثروة والمكانة. وكانت قبّعات مثل الغطاء الفرنسيّ أو القبّعة الشبكيّة تكمل الفساتين الفاخرة، فتعزّز حضور النساء في دوائر النبلاء.
وشهد القرنين الثامن عشر والتاسع عشر على تحوّل القبّعات إلى تصريحات موضة. فقدّم العصر الجورجي القبّعات ذات الحواف العريضة، التي غالبًا ما كانت مزيّنة بالأشرطة والأزهار. وفي العصر الفكتوريّ، تطوّرت القبّعات مع التقدّم الصناعيّ، فقدّمت تصاميم معقّدة أصبحت ممكنة بفضل المواد والتقنيّات الجديدة. وأصبحت صناعة القبّعات حرفة محترمة، حيث كانت القبّعات غالبًا ما تُصمّم لتعبّر عن مكانة المرأة الاجتماعيّة أو الصيحات الموسميّة.
أمّا القرن العشرين فشهد على تغييرات دراماتيكيّة. كانت القبّعة الجرسيّة في عشرينيّات القرن الماضي تجسّد الحداثة، حيث كانت تلتصق بالرأس بشكلٍ أنيق. وبحلول خمسينيّات القرن الماضي، بدأت النساء في تبنّي القبّعات كإكسسوارات يوميّة، مع مصمّمين مثل كريستيان ديور الذين جعلوا من القبّعات إبداعات أنيقة. ومع ذلك، شهدت التحوّلات الثقافيّة في الستينيّات والسبعينيّات على انخفاض مكانة القبّعات كملابس إلزاميّة، وأصبحت تعبيرات اختياريّة عن الأسلوب.
واليوم، تمزج قبّعات النساء بين التاريخ والموضة المعاصرة. من القبّعات القماشيّة ذات الحافّة المرنة وغير الرسميّة إلى القبّعات المزخرفة اللافتة، تستمرّ هذه الإكسسوارات في التكيّف، مكرّمة ماضيها العريق بينما تبقى ذات صلة بخزائن الملابس العصريّة. وكرموز للفرادة والتراث، تبقى القبّعات بمثابة تاج خالد في عالم موضة النساء.
مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد
- الكلمات المفتاحية
- القبعات