الموضة أكثر من مجرّد ملابس فهي شكل من أشكال الفنّ الذي يعبّر عن الشخصيّة، والذوق، والثقة بالنفس. لكن ثمّة فرق كبير بين مجرّد ارتداء الملابس وتنسيق إطلالة. فبينما يتطلّب كلاهما ارتداء الملابس، إلّا أنّ تأثيرهما يختلف تمامًا.
ارتداء الملابس هو الفعل الوظيفيّ في عمليّة اللباس. ويتعلّق الأمر باختيار العناصر التي تؤدّي غرضًا ما – سواء كان للراحة، أو التناسب، أو العمليّة. فعلى سبيل المثال، ارتداء سترة رسميّة، وسروال، وقميص للعمل يحقّق الحدّ الأدنى من متطلّبات المظهر المهنيّ. ومع ذلك، غالبًا ما تفتقر هذه المقاربة إلى التعبير الشخصيّ. فعندما يرتدي الشخص الملابس ببساطة، يتبع معادلة أو قانون لبس من دون الانتباه كثيرًا إلى كيفيّة تفاعل القطع مع بعضها البعض أو عكس شخصيّته. باختصار، ارتداء الملابس يلبّي حاجة ولكنّه لا يرتقي بالإطلالة بالمجمل. إنّه نهج سلبيّ، غالبًا ما تقوده الراحة أو الضرورة.
أمّا تنسيق الملابس فهو يحوّلها إلى طريقة للتّميّز. إنّه بمثابة عمليّة متعمّدة حيث يتمّ اختيار كلّ عنصر بعناية لابتكار تناغمًا أو تباينًا أو حتى اضطرابًا جريئًا. ويأخذ التنسيق في الاعتبار تفاصيل مثل القياس، والنسب، والقماش، والتنسيق اللونيّ، والإكسسوارات. فهو يتعلّق بإضافة طبقات من الشخصيّة والإبداع على العناصر الأساسيّة. فعلى سبيل المثال، قد يتضمّن تنسيق نفس الزيّ المهنيّ رفع أكمام السترة الرسميّة، وارتداء عقد لافت، وإضافة حذاء جريء أو حزام فريد. إنّه فنّ تنسيق الإطلالة لتناسب المناسبة بينما يعكس أيضًا ذوقك الشخصيّ. ويأخذ التنسيق في الاعتبار أيضًا التأثير العام – كيف تتكامل تسريحتك، ومكياجك، ووضعيّتك، وثقتك بالنفس مع الإطلالة ككلّ.
ولا داعي للقول أنّ الفرق بين ارتداء الملابس وتنسيق الإطلالة يمكن أن يؤثّر بشكلٍ ملحوظ على كيفيّة رؤية الآخرين لك وعلى شعورك حيال نفسك. ويسمح لك التنسيق بالتحكّم في مظهرك، الأمر الذي يعزّز الثقة بالنفس ويترك انطباعًا دائمًا. ويعكس التنسيق أيضًا التفكير والإبداع، ويظهر أنّ الشخص يرى الملابس كأداة للتعبير عن الذات بدلًا من مجرّد ضرورة.
في نهاية المطاف، بينما يمكن للجميع ارتداء الملابس، يتطلّب التنسيق جهدًا ورؤية والقليل من الجرأة. إنّه الفرق بين الاندماج مع الآخرين والتميّز – وهو الوسيلة التي تحيي تصوّرك الخاصّ والفريد للموضة.
مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد
- الكلمات المفتاحية
- تنسيق الإطلالة