تحتلّ أدوات المائدة مكانةً خاصّة للغاية في عالم دار Hermès، حيث تُترجَم مصادر الإلهام الفروسيّة إلى تصاميم تصبح جزءًا من منزلك. بعد عمله كمصمّم جرافيكي ومدير فنّي، بدّل بينوا-بيار إيميري مسار مسيرته المهنيّة في عام 2003 لتصميم إكسسوارات وأسّس علامته الخاصّة للأوشحة الحريريّة. مع إنتاج مجموعته الأولى في ورش عمل Ateliers AS التابعة لدار Hermès، أوكله المدير الفنّي للدّار بيار-ألكسي دوماس في عام 2005 تصميم وشاح مربّع للاحتفال بالذّكرى العاشرة لإطلاق عطر 24 Faubourg، فكانت بداية تعاون مخلص وطويل الأمد. وبعد تصميمه أوّل طقم من أدوات المائدة لدار Hermès في عام 2007 والمساهمة في تصميم آخر في عام 2011، تمّ تعيينه المدير الإبداعي لقسم أدوات المائدة لدى الدّار في سنة 2013.
وتشكّل مجموعة Tressages Équestres مغامرة إبداعيّة جديدة لبينوا-بيار إيميري، مغامرة يخبر عنها قرّاء أزياء مود في هذه المحادثة.
كيف تترجم مصادر الإلهام الفروسيّة التي لطالما اشتهرت بها دار Hermès في إبداعاتك لقسم أدوات المائدة؟
أردت أن أستكمل مغامرتنا في عالم الفروسيّة التي بدأناها في مجموعتنا الماضية الجرافيكيّة للغاية Saut Hermès (التي صمّمها جوشين جيرنر) لكن بأسلوب مختلف جدًّا، فسلكت طريقًا مجازي وكلاسيكي أكثر. سويًا، استكشفنا أرشيفات إيميل هيرميس في معهد الدّار. ولفت نظرنا بشكلٍ خاص تعقيد الأحزمة، أحزمة التّدريب العريضة التي تمرّ تحت بطن الخيل لتثبيت السرج ومنعه من الانزلاق في خلال ركوبه. فبدا لنا أنّ الحزام يجسّد بامتياز التّفاصيل المخفيّة التي تكرّمها فلسفة الدّار. إنّه في الواقع تفصيل لا تبصره العين لكنّه محطّ عناية كبيرة ورقيّ على الرّغم من ذلك. لذلك، منحت القطعة هذه هذا الطّقم الحافز الأوّل، ولعبت دورًا أساسيًا في هذا التّلاعب على العناصر الغنيّة للغاية مثل الضفائر المثاليّة والسروج والأحزمة والأسواط. وتكرّم كلّ هذه التّصاميم الحرفيّة الرّائعة. فشكّل هذا الحزام نقطة انطلاق لمصدر وحي هذا الطّقم. وأغنيناه بضفائر أخرى من مجموعات السّروج واللجام والأسواط. إنّه معجم غني من العناصر يشهد على الحرفيّة المتميّزة.
صورة بعدسة ماتيو لافانشي
ثمّة وجود ملحوظ للألوان في أدوات المائدة من دار Hermès. ما هي العلاقة بينها وبين عالم الدّار؟
دائمًا ما تلعب الألوان دورًا أساسيًا في كلّ من أطقمنا. إنّها جزء من هويّة كلّ منها.
فنذكر على سبيل المثال مجموعة Tressages Equestres، حيث تعكس الألوان هذه الفكرة: يجسّد اللّون الرّمادي الفاتح للخطّ قلم الرّصاص والرّسم ببساطته، بينما يرمز لون Terra-cota إلى الأرض فيمنح القطعة بأكملها إيقاعًا ودفءًا، وتأتي لمسات الأزرق أو الأخضر أو الأصفر لتلقي الضّوء، مثل شرارة بصريّة تثير الحيرة وتشكّل عنصر مفاجأة وتميّز الطّقم عن زمنه.
صورة بعدسة ماتيو لافانشي
ما هي السّمات الأساسيّة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند اختيار أدوات للمائدة؟
إنّ طقم المائدة شبيه بلغز معقّد، يمكن فيه أن تعيش القطع مستقلّة أو تشكّل وحدة متكاملة تتلاعبين بها كما ترغبين. إنّنا نراها وندركها كما هي عليه ولوظيفة معيّنة. وعندما يتعلّق الأمر بأدوات المائدة، تكمن الفكرة في إنشاء مساحة تتلاعبين فيها بالطّعام، وتبتكرين طبقًا أو طاولةً لنفسك أو للحظة مشاركة. لا تُحصى الاحتمالات ولا تعدّ. أتقني فنّ الحياة على مائدتك وامنحي النّاس فرحة لحظة مشاركتها.
هل صُمِّمت مجموعة Tressages Équestres للاستخدام اليومي، أم إنّها مجموعة مميّزة للمناسبات الخاصّة؟
كلّ مجموعة جديدة هي فرصة لتصميم أشكال جديدة تناسب كافّة الاستخدامات بأفضل الطّرق. إنّ تطوّر أدوات المائدة في السّنوات الأخيرة ملحوظ، وكذلك تغيّر نمط حياتنا وعادات تناولنا الطّعام. لم تعد المائدة رسميّة بشكلٍ عام وتتمحور الصّيحة العالميّة حول الاسترخاء والأسلوب الهادئ. لذلك، صُمّمت الأشكال الاثنتي عشرة، التي هي بمجملها أوعية وأكواب بأحجام مختلفة، لتناسب السّلطات والشوربة والأطباق الشّهيّة التي يتشكّل منها نظامنا الغذائي اليومي. أحبّ فكرة أنّ هذا الطّقم يمكنه أن يُناسب أي فرد. إنّه متنوّع الاستخدام وقابل للتّكييف، بمثابة نقطة انطلاق وأداة قيّمة يمكن لأي فرد أن يستخدمها كما يشاء، سواء أكان غداء لاثنين مع الأصدقاء أو عشاء فخم، ويعتمد ذلك على كيفيّة تنسيق المائدة وعرض الطّعام، وعلى نوعيّة الإضاءة والإكسسوارات المختارة. أردته أن يكون متنوّعًا بقدر المستطاع. ليس بطقم مغلق يملي عليك طريقة تفكير أو أسلوب معيّن. إنّه مساحة إبداع وتجربة حسّيّة، ودعوة للّعب والاستمتاع بالحياة وفقًا لشخصيّة كلّ فرد وطموحاته في أيّ لحظة.
صورة بعدسة ماتيو لافانشي
حدّثنا قليلًا عن مجموعة Tressages Equestres وعن الأجواء التي تترجمها.
يقدّم طقم المائدة هذا مزيجًا بسيطًا من التصوّرات الرّمزيّة والتّجريديّة. مؤلفًا من 27 قطعة تشمل 10 أواني مجوّفة جديدة، إنّه مصمّمًا ليكمّل المطابخ من كافّة أنحاء العالم.
ما الذي يجعل المواد المستخدمة في مجموعة Tressages Équestres فريدة؟ هل من تقنيّات معيّنة استخدمت في صناعة هذه القطع؟
إنّ قصّة الوصول إلى التّصميم النّهائي قصّة طويلة. لقد قضينا عامًا ونصف في البحث عن الأوجه التّقنيّة، فتطلّب تصميم المجموعة ككلّ ثلاث سنوات. فبدت نوعية الرّسومات غير واضحة في بعض الحالات، وتوجّب علينا معالجة المشكلة لتوضيح التّعبير الفنّي وجعله أشبه ما يمكن بالرّسومات الأصليّة. تقنيًّا، واجهنا في عمليّة الإنتاج تحدّيات عدّة. فكمنت الفكرة في ابتكار 15 شكلًا جديدًا لكلّ شيء، من الأوعية إلى الأجزاء الأصغر حجمًا. أردنا أيضًا إضافة بعض التّفاصيل الجلديّة إلى التّصميم. وكان إيجاد الملمس المناسب لهذه التّفاصيل مهمًّا وصعبًا في الوقت ذاته. فأجرينا تجارب لا تُحصى، تضمّنت إيجاد الشّكل المناسب للوعاء. عادةً ما يتمّ تصميم الوعاء على حامل. وإنّ عدم وجود انحناء صغير مرتفع من الحامل نفسه جعل الإنتاج أكثر تعقيدًا بشكلٍ ملحوظ. وكانت النّتيجة انحناء واضح وطبيعي للغاية في الوعاء. وإنّ المساحة البيضاء الكبيرة في التّصميم هي ملخّص عن كافّة أوجه تصميم هذه المجموعة. فكلّ ما هو مهمّ في دار Hermès تعبّر عنه أدوات المائدة هذه، مثل النّور والظلّ اللّذين يمنحان الحياة، والعمل الفنّي، والتّفاصيل الغنيّة التي تتميّز بها هذه الأوعية. ركّزنا على كيفية رواية قصص من خلال المعجم الذي يبصر النّور في الخزفيّات. نحبّ أن نتلاعب بالقصص، ولا تتمتّع أيّ من هذه القطع السّبعة والعشرين بالتّعبير الجرافيكي نفسه. أجرينا نقاشات لا تُحصى بشأن التّصميم. فعلى الخزفيات، يجب أن نجد طريقة مختلفة لرواية قصّة. ستعيش هذه القطع مع بعضها البعض كطقم ويجب أن تكون متناغمة. يجب أن تتواجد مع بعضها البعض وتشكّل تناغمًا مثاليًّا. وتساهم المساحة البيضاء في إضفاء توازن على التّصميم ومنح النّتيجة النّهائيّة طابعها الخاص.
صورة بعدسة ماتيو لافانشي
ما هي السّمات الأساسيّة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند اختيار أدوات للمائدة؟
إنّ طقم المائدة شبيه بلغز معقّد، يمكن فيه أن تعيش القطع مستقلّة أو تشكّل وحدة متكاملة تتلاعبين بها كما ترغبين. إنّنا نراها وندركها كما هي عليه ولوظيفة معيّنة. وعندما يتعلّق الأمر بأدوات المائدة، تكمن الفكرة في إنشاء مساحة تتلاعبين فيها بالطّعام، وتبتكرين طبقًا أو طاولةً لنفسك أو للحظة مشاركة. لا تُحصى الاحتمالات ولا تعدّ. أتقني فنّ الحياة على مائدتك وامنحي النّاس فرحة لحظة مشاركتها.
هل صُمِّمت مجموعة Tressages Équestres للاستخدام اليومي، أم إنّها مجموعة مميّزة للمناسبات الخاصّة؟
كلّ مجموعة جديدة هي فرصة لتصميم أشكال جديدة تناسب كافّة الاستخدامات بأفضل الطّرق. إنّ تطوّر أدوات المائدة في السّنوات الأخيرة ملحوظ، وكذلك تغيّر نمط حياتنا وعادات تناولنا الطّعام. لم تعد المائدة رسميّة بشكلٍ عام وتتمحور الصّيحة العالميّة حول الاسترخاء والأسلوب الهادئ. لذلك، صُمّمت الأشكال الاثنتي عشرة، التي هي بمجملها أوعية وأكواب بأحجام مختلفة، لتناسب السّلطات والشوربة والأطباق الشّهيّة التي يتشكّل منها نظامنا الغذائي اليومي. أحبّ فكرة أنّ هذا الطّقم يمكنه أن يُناسب أي فرد. إنّه متنوّع الاستخدام وقابل للتّكييف، بمثابة نقطة انطلاق وأداة قيّمة يمكن لأي فرد أن يستخدمها كما يشاء، سواء أكان غداء لاثنين مع الأصدقاء أو عشاء فخم، ويعتمد ذلك على كيفيّة تنسيق المائدة وعرض الطّعام، وعلى نوعيّة الإضاءة والإكسسوارات المختارة. أردته أن يكون متنوّعًا بقدر المستطاع. ليس بطقم مغلق يملي عليك طريقة تفكير أو أسلوب معيّن. إنّه مساحة إبداع وتجربة حسّيّة، ودعوة للّعب والاستمتاع بالحياة وفقًا لشخصيّة كلّ فرد وطموحاته في أيّ لحظة.
- الكلمات المفتاحية
- دار Hermès
- بينوا-بيار إيميري