تتمتّع دور الأزياء الفاخرة والسينما بعلاقة طويلة الأمد ومتكاملة، حيث يعزّز كلّ منهما الآخر من خلال مزيجه الفريد بين الفنّ والسرد القصصيّ.
لم تحدّد هذه التعاونات الجماليّات السينمائيّة فحسب، بل شكّلت أيضًا صيحات الموضة، الأمر الذي ابتكر لحظات أيقونيّة يتردّد صداها على مدى عقود. أسهمت العديد من دور الأزياء بشكلٍ ملحوظ في السينما، سواء أمن خلال تصميم الأزياء أو التعاونات. لننتقل معًا لنسلّط الضوء على ديور وظهورها السينمائيّ.
منذ تأسيسها في عام 1946 ولديور تأثيرًا كبيرًا على السينما حيث زيّنت تصاميمها الفاخرة والمبتكرة الشاشة الفضيّة، الأمر الذي عزّز السرد البصريّ للكثير من الأفلام وأصبح مرادفًا للتألّق والتطوّر. وأصرّت مارلين ديتريش، صديقة مقرّبة لكريستيان ديور، على التّأنّق بتصاميم من ديور ليس فقط في ظهورها الشخصيّ، بل أيضًا في أفلامها مثل فيلم Stage Fright، 1950، لألفريد هيتشكوك. لم يقتصر الأمر على هذا الحدّ. في الحقيقة، صمّم إيف سان لوران خزانة الملابس الأيقونيّة لكاثرين دينوف في فيلم Belle de Jour، 1967، للويس بونويل، عندما كان رئيس المصمّمين في ديور، بينما ألهمت تصاميم جون غاليانو الدراماتيكيّة والفاخرة المصمّمة جاكلين دوران لابتكار أزياء فاخرة في فيلم Anna Karenina، 2012. وتستمرّ القائمة لتشمل فيلم Grace of Monaco، 2014، حيث تلعب نيكول كيدمان دور غريس كيلي – نجمة هوليوود التي تحوّلت إلى أميرة والمعروفة بأسلوبها الرفيع. وتعاونت مصمّمة أزياء الفيلم، جيجي ليباج، مع ديور لإعادة ابتكار البعض من أكثر إطلالات غريس كيلي الأيقونيّة، بما في ذلك فستان زفافها، الذي صمّمته في الأساس هيلين روز، والذي أعيد تفسيره بأناقة ديور.
لم تظهر في الأفلام روائع الدار فحسب، بل أيضًا ورش العمل الخاصّة بها. في الحقيقة، تدور أحداث فيلميّ Haute Couture، 2021، لسيلفي أوهايون، و Mrs. Harris Goes to Paris، 2022، لأنتوني فابيان، في نسخ دقيقة للغاية من ورشة Avenue Montaigne في سياق التعاونات السينمائيّة، حيث يروي الفيلمان قصّة إنشاء فساتين الكوتور من منظور "الأيادي الصغيرة" التي تشتهر بها العلامة.
مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد
- الكلمات المفتاحية
- دور الأزياء الفاخرة