واجدةً مصدر وحيها في اقتراب موعد الألعاب الأولمبيّة والبارالمبيّة للعام 2024 في باريس، استخدمت ماريا غراتسيا كيوري لغة الهوت كوتور لتكرّم الرّياضيّات اللّواتي لطالما تغلّبْنَ على التّحيّز والحواجز ليَحرَصْنَ على اللعب بكفاءة في المباريات الرّياضيّة. لذلك، عادت كيوري إلى التنانير الفوقيّة القصيرة بأسلوب "بيبلوم" العزيزة إلى قلبها.

أمام خلفيّة زيّنتها رسومات الفنّانة والنّاشطة والمعلّمة الدّاعمة للحركة النسويّة فيث رينغولد، أبصرت رؤية المديرة الإبداعيّة النّور من خلال مادة لا تنتمي إلى عالم الكوتور، ألا وهي قماش الجيرسي الذي يأخذ في هذه المجموعة شكل شبكة معدنية بألوان الذهبي والفضي والأبيض فيعانق الجسم ومنحنياته بمساعدة صدار داخلي خفيف للغاية لتحديد بنية الملابس. وعادت صيحة الثنيات إلى الواجهة في هذه المجموعة، سواء أكانت مخيّطة أو مفتوحة لمرافقة الحركة. وهيمن أسلوب الـ"درابيه" على الفساتين الحريريّة المطرّزة، بينما كشفت الأطقم المؤلّفة من تنورة ملفوفة بأسلوب الـ"درابيه" عن سروال مع كلّ خطوة قامت بها عارضات الأزياء، وظهرت من تحت الفساتين المستوحاة من الآلهة قمصان بدون أكمام مصنوعة من قماش معدني شفاف ومزخرفة بالساتان. وفي إطار هذا المزيج من الكوتور والملابس الريّاضيّة، اعتلى المدرج قميص رياضي من قماش الجيرسي منمّق بأوراق ذهبيّة أو تراتر برّاقة صغيرة، فيما مُنِحَ رداء حمام مزيّن بالفسيفساء بتأثير المرآة وظيفةً جديدة.

في عرض الكوتور هذا، شكّل كلّ من الكلاسيكيّة والتّمرّد والطّاقة الجماعيّة، وقبل كل شيء، القيمة السياسية لجسد المرأة محطّ الأنظار، إذ في قاموس ماريا غراتسيا كيوري، كانت هذه طريقتها في التّأكيد على قوّة الهوت كوتور والتّعبير عن أناقة امرأة تتّسم بالرقّة والقوّة في الوقت نفسه.