بحلول شهر مارس من العام 1932، كانت إلسا سكياباريللي قد اكتسبت سمعتها كرائدة أعمال حقيقية في تغيير الأشكال، عملت على محو الخطوط الفاصلة بين الموضة والفن وبالتالي بين الحياة والفن. كانت لغزًا عظيمً، صادمةً بحريّتها وعدم قدرتها الواضحة على الامتثال للتقاليد. بعد مرور تسع سنوات، تأنّقت سكياباريللي لحضور عشاء افتتاح مطعم Ambassadeurs في باريس بثوبٍ رسمه دوناند، مرفق بوشاح مصنوع من ريش الديك ملفوف بأناقة حول كتفيها. كانت هذه الإطلالة المحفورة في الذّاكرة تكريمًا لراقصة الباليه العظيمة أنا بافلوفا التي كانت قد توفّيت في تلك السّنة. ومع شهرة بافلوفا بأدائها الأيقوني في “The Dying Swan”، أضحت سكياباريللي طائرة الفينيق التي تتّسم بقدرة لامحدودة على إعادة ابتكار ليس نفسها فحسب، بل الموضة أيضًا.
لتصميم هذه المجموعة، انطلق دانيال روزبيري من هذا السياق وكرّم موهبة إلسا في ابتكار نفسها من جديد. كانت كل قطعة واضحة من ناحية التّصميم والتّقنيّة، وعبّرت كلّ إطلالة عن عاطفة معيّنة – وإن كانت عاطفة يتمّ التّحكم بها بعمق على حدّ تعبير هيمينغواي. الرّوائع، بقدر التّفاصيل، هدفت إلى لفت الانتباه بقوّة – سواء أكان ثوب أو بوستييه أو حذاء أو قطعة من الريش المخملي المطوي أو نتوءات الأورجانزا الثلاثية. غير أنّ الأمر لم يتمحور حصرًا حول الإبداعات، بل أيضًا حول التّصميم الأكبر – ألا وهو عالم دار سكياباريللي الغامض الذي لا ينفكّ يتوسّع.
وقيل لدانيال روزبيري: "الناس لا يشترون تصاميم سكياباريللي فحسب، بل يقومون بجمعها." ومن خلال هذه المجموعة الباهرة، عبّر المصمّم عن رؤيته للدّار على ما هي اليوم وكرّم العلاقة المقرّبة بين العميل والابداع التي تجعل عالم الهوت كوتور غايةً في التّميّز. كانت هذه وسيلته لمنح نساء اليوم القدرة على إعادة ابتكار أنفسهنّ.
- الكلمات المفتاحية
- هوت كوتور
- خريف وشتاء 2024-2025
- سكياباريللي