كتلميذ في التصميم الصناعيّ، استكشف فابريزيو بوناماسا ستيغلياني جذور التصميم الإيطاليّ الثقافيّة وتعلّم كيفيّة النظر إلى أبعد من جماليّات الأغراض المنفردة من أجل أخذ المشروع بكامله بالاعتبار. وبعد استهلال مسيرته المهنيّة في مركز Fiat Style Centre في تورينو قرّر مواجهة تحدّيات جديدة، ومندفعًا بشغفه الأبديّ للساعات، أرسل البعض من تصاميمه إلى مركز التصميم التابع لبولغري في روما، ثمّ انضمّ إلى الدار وفي 2009 قرّر نقل مركز التصميم إلى نيوشاتل ليكون أقرب إلى مركز صناعة الساعات.
وفي جينيف، بينما كانت أزياء مود تستكشف الساعات الحديثة التي صنعتها الدار، تسنّى لنا الالتقاء بمدير قسم تصميم الساعات في بولغري واستكشاف رؤيته عن تصميم هذه الروائع.
من التصميم الصناعيّ إلى تصميم السيارات والحصول على منصب في بولغري منذ حوالي 23 سنة، أخبرنا عن مسيرتك.
كانت طويلة، إنّ بولغري علامة مميّزة جدًّا وتختلف كلّ يوم. في يوم من الأيّام أصمّم أروع ساعة Serpenti وفي آخر أصمّم أرفع ساعة في السوق، وبعد ذلك تأتي أجمل ساعة مجوهرة سنقدّمها هذا العام في خلال أهمّ فعاليّة لنا، فعاليّة مجوهرات العلامة التي فيها سنعرض ساعات مجوهرة باهرة. هذا ما يجعل المسيرة استثنائيّة بحقّ. وبنشأتنا من روما، تختلف قصّتنا عن علامات الساعات والمجوهرات الأخرى. فنحن بين الاثنين بعض الشيء لأنّنا أشهر دار صناعة مجوهرات، وبتقديم ساعة Octo Finissimo Ultra نحن أيضًا من أكثر صنّاع الساعات تميّزًا. كمصمّم، أرى الأمر هذا مهمًّا جدًّا لأنّنا لدينا الفرصة لرسم تصاميم متنوّعة من المجوهرات إلى الساعات والساعات المجوهرة والإكسسوارات، وأحبّ الرسم فلهذا السبب، إنّ الأمر مثيرًا جدًّا للاهتمام بالنسبة لي.
بعد إلقاء نظرة مقرّبة أكثر على الساعات نلاحظ أشغال جميلة على أوجهها، الأمر الذي يجعل الإصدارات الجديدة مختلفة عن الإبداعات السابقة. كيف تصف الإجراء هذا الذي يدور حول الجمع بين الجانب الميكانيكيّ من الساعة وذلك الجماليّ منها؟
إنّها الطريقة الإيطاليّة لتسليط الضوء على الآليّة من خلال الجماليّات. لنأخذ ساعة Octo Finissimo مثالًا. نحن الآن في خضمّ أهمّ فصل في قصّة هذه الساعة لأنّها حازت على زبائنها بالفعل، وبدأنا بتلبية احتياجات هواة جمع Octo Finissimo من خلال النظر إلى الساعة من منظار مختلف وتحضير المجموعة للسنوات العشرة القادمة. لذا، أعدنا تصميم حركة هيكلها بالكامل وغيّرنا طريقة إنهائها. وفي كلّ مرّة نصدر فيها هذه الساعة، نحرز تقدّمًا ونبتكر شيئًا جديدًا. وفي ساعة Octo Finissimo الجديدة هذه، يمكنك أكثر رؤية تنفيذ مخرّم لأنّنا واثقون كفاية لابتكار ساعة مماثلة، وأصبح بإمكاننا الآن رؤية الآليات بطريقة مختلفة. إنّها أيضًا المرّة الأولى التي تشمل فيها ساعة Octo Finissimo سوارًا من البلاتين وهذا من منظار مختلف تمامًا. وبتغييرنا منظارنا بالكامل نحو Octo Finissimo مقارنةً بقبل 15 سنة، استطعنا تغيير منظار زبائننا نحو ساعات الدار. وعند النجاح بتغيير التعليقات من وجهة نظر جماليّة إلى تصريح، تكون المهمّة قد أُنْجِزَت.
أمّا بالنسبة إلى ساعات السيّدات فهي الأصعب لتُرسم. غير أنّ في أيّامنا هذه تقدّر الكثير من النساء الآليّات الميكانيكيّة وتحبّ الكثير من النساء ارتداء تصميم Octo Finissimo لأنّه يأتي كبشرة ثانية وهو مريح جدًّا. لذا، يمكننا القول أنّ نظرة الدار تغيّرت بالكامل.
بالنظر إلى العلاقة الرائعة بينك وبين عائلة الدار، وبعد الأخذ بالاعتبار الوفى بين الزبائن والعلامة، هل يفرض الأمر عليك تحدّيات أكثر لتقديم إبداعات جديدة والاستمرار بهذا النجاح؟
في الحقيقة، لا أفكّر بهذه الطريقة. عندما أرسم تصميم أسأل نفسي: أيّ زبائن تحاكي هذه الساعة؟ هل من يهمّه أمرها؟ هل هي حاجتي أو حاجة السوق؟ بهذه الطريقة أتمكّن من زيادة أمرًا مختلفًا لملفّ المجموعة. وعندما أسأل نفسي الأسئلة هذه في خلال جلسة الرسم، تتحوّل أحيانًا إلى مجرّد فكرة قد تكون مثيرة للاهتمام في المستقبل. أحيانًا، لا شكل للأفكار وأحبّ أن أرسم التصاميم لأنّني أحبّ رؤية أشكال الأمور، لكن عندما تكون الفكرة مجرّد مفهوم، من الصعب إعطائه شكلًا، وعندما أبدأ بإعطائه شكلًا أبكر من اللازم، قد نغلق الباب أمام فرص ممكن أن تغني هذا المفهوم. عندما أرسم التصاميم وألاحظ أنّني في التوجّه نفسه، أحاول رؤية الأمور بطريقة مختلفة لأنّ هذا ما أحبّه، وعندما أفكّر في هذه الطريقة أفتح أحيانًا المجال لأفكار أخرى.
اليوم، في 2024، هل يمكنك القول أنّ بولغري غطّت جميع فئات الساعات الرجاليّة والنسائيّة؟
لدينا مقاربة مختلفة للساعات النسائيّة. في الدور الأخرى، غالبًا ما نجد نسخة نسائيّة من ساعة رجاليّة – تكتفي بتغيير القياس وتبديل القرص بآخر زهريّ. ليس لدينا مقاربة مماثلة لأنّنا مثلًا، ليس لدينا تشكيلة Serpenti للرجال. وليس لدينا ساعة Octo Finissimo مصمّمة للنساء. ولدينا تشكيلة LVCEA التي لا تتوفّر للرجال. إنّ ساعة BVLGARI BVLGARI الوحيدة التي هي نفسها لكلّ منهما. لكن في نهاية المطاف، نولي الكثير من الاهتمام للتصاميم النسائيّة لأنّ بولغري علامة نسائيّة إذ نصنع الكثير من المجوهرات وأغلب ما نقدّمه هو على هذا النحو. لذا، لدينا تشكيلة واسعة من الساعات ومن الصعب جدًّا إيجاد علامة أخرى تقدّم ساعات مثل BVLGARI BVLGARI و Serpentiمع طرق كثيرة متنوّعة لارتدائها وساعات Octo Finissimo بتعقيداتها الكبيرة والساعات المجوهرة للسيّدات والرجال على حدّ سواء.
هل ترغب برؤية ساعة جديدة ذات شكل واسم جديدين للدار؟
من الصعب اليوم تأسيس جماليّات تصميم جديدة فأنت بحاجة إلى الوقت ومساحة كافية في صالة العرض. في البوتيك، لدينا تشكيلة واسعة جدًّا، لكن عامّةً، نحبّ أن نتمكّن من تصميم ساعة مربّعة أو مستطيلة، لكن هل تتماشى مع هويّة بولغري أم لا؟ لدينا بالفعل ساعة فاخرة جدًّا بشكل مستطيل في الأسواق. وتختلف ساعة Octo لأنّنا تمكّنا من رؤية الساعات الرفيعة جدًّا من منظار مختلف. لذا، إذا توجّب عليّ بذل جهد كبير وتخصيص مبلغ كبير من المال وقضاء الكثير من الوقت للتواصل من أجل ابتكار شكلًا جديدًا، هذا يعني أنّني من المرجّح لديّ أمر مختلف لقوله. وهذا أمر خطير اليوم لأنّ الزبون لا يحتاج إلى ذلك. يتبع الزبون بولغري من أجل تصاميم Serpenti ومجموعة Octo Finissimo وسجلّاتنا من حيث الإنجازات الباهرة التي لا يمكن لأحد توقّعها. غير أنّ الآن نخوض أصعب مرحلة، لا للحفاظ على الإنجازات فحسب، لا بل أيضًا لمعرفة إلى أين يتّجه الإجراء الابتكاريّ بعد 10 سنوات من إصدارات Octo Finissimo وكيف يمكنني إثارة الدهشة من جديد.
بعد 23 سنة، أيّ ساعة تعتبرها فخرك وفرحك؟
أختار ساعة Serpenti Tubogas وساعة Octo Finissimo. ارتكبت الكثير من الأخطاء في خلال مسيرتي المهنيّة عندما انضممت إلى بولغري إذ كنت مصمّمًا يافعًا، لكن هذه الساعة ولدت صدفةً وساعة Octo Finissimo ولدت من دون أيّ اطّلاع لأنّ شعور قد خالجنا ببساطة أنّها قد تكون رائعة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى Serpenti، فبعد 6 أشهر، اقترحت أن نجمع بين Tubogas والأفعى. لذا بدأنا بتصميم هذه العلبة التي تشبه القطرة من دون الغلاف والعيون لأوّل مرّة على شكل Tubogas مع ذيل رفيع. واليوم، إنّها قطعة ناجحة في قسم الساعات وبدأت الشركة برؤية عالم Serpenti من منظار جديد. قبل هذه الساعة كانت مجموعة Serpenti بمثابة 3 مراجع راقية مثل ساعة Serpenti الراقية وانتهى الأمر، لكنّ اليوم، إنّها أكبر مجموعة للعلامة.
مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد
- الكلمات المفتاحية
- bulgari