صورة الغلاف من بياجيه
مثل أيّ قطعة في عالم المجوهرات، تأتي خواتم الكوكتيل كما نعرفها اليوم من تاريخ حافل بالتطوّر. عائدةً إلى عشرينيّات القرن العشرين، ظهرت الإبداعات هذه في فترة كانت تحارب فيها النساء لنيل حريّتهنّ وحقّهنّ بالتصويت والمساواة. جريئةً ودراماتيكيّةً بطبعها، تُعرف خواتم الكوكتيل كقطعة مزيّنة بغنى تتوسّطها ماسة أو حجرة كريمة كبيرة، على خلاف اليوم الذي فيه يعتبر كلّ خاتم جريء كذلك.
في عشرينيّات القرن العشرين – زمن الحظر الأمريكي، كانت حفلات الكوكتيل غير قانونيّة بينما كانت تحدث الكثير من التغيّرات الاجتماعيّة إذ كانت النساء يقاتلن من أجل الحريّة والحقوق. وتجسّدت اسقلاليّتهنّ بشعر قصير وتنانير قصيرة، بالإضافة إلى مجوهرات الآرت ديكو الباهرة التي اعتدن أن يرتدينها مع خياراتهنّ الجريئة في الموضة. في خلال هذه الحفلات، كانت إحدى العناصر الملحوظة بالأكثر عبارة عن خاتم تزيّنه حجرة كريمة كبيرة جدًّا يبرز على أصابيعهنّ فقد كان أيضًا رمزًا للفت النظر إلى استقلاليّتهنّ وسلوكهنّ المتحرّر.
موضوعةً عادةً باليد اليمنى إذ إنّ اليسرى مخصّصة لخاتم الزواج أو الخطوبة، كانت الخواتم هذه تشير إلى أنّ المرأة اشترت الخاتم بمالها الخاصّ. مسمّاة وفق السهرات التي كانت تُرتدى فيها، بدأت الخواتم هذه كابتكارات جريئة مصنوعة من الذهب أو البلاتين ومرصّعة بماسة كبيرة أو حجر كريم آخر مثل الزمرد والياقوت يحيط به ماسات أصغر لزيادة البريق – فتعكس المركز الاجتماعي لمن ترتديها وغناها.
وبعد ذلك، في أربعينيّات القرن العشرين، أصبحت القطع هذه إكسسوارات عاديّة للنساء اللواتي يشاركن في حفلات الكوكتيل والأوبرا قبل أن تبطل صيحتها لفترة قصيرة في سبعينيّات القرن نفسه. ثمّ شهدت ثمانينيّات هذا القرن على عودة مدوية لخواتم الكوكتيل التي أصبحت منذ ذلك الحين أساسيّة في مجموعة مجوهرات كلّ امرأة – متوفّرة بتشكيلة من التصاميم بفضل تقنيّات صياغة الذهب المبتكرة وبنسخ مرصّعة بأحجار شبه كريمة مثل الأكوامارين والتوباز والأوبال – على سبيل المثال لا الحصر.
مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد