صورة الغلاف من Instagram.com/chanel.beauty
منذ القدم وحتى يومنا، قطعت مستحضرات التجميل والمكياج شوطًا كبيرًا. وتكمن خلف تطوّرها قصّة تقدير في بعض الحضارات والعكس في غيرها، قبل أن تصبح فعلًا أساسيّة كما هي اليوم، هيا نتتبّع مسيرتها!
لنبدأ، علينا العودة بالزمن حوالى 6000 سنة واسترجاع أهميّة مستحضرات التجميل عندما كان المكياج يعتبر دليلًا على الغنى يُظنّ أنّه لمناشدة الآلهة. في الواقع، أصبحت إطلالة محدّد العينين الواضح المطبّق بواسطة الكحل سمة من سمات الفنّ المصريّ، فكان يطبّقها الرجال والنساء على حدّ سواء، بالإضافة إلى أحمر الشفاه، والبودرة البيضاء لتفتيح لون البشرة، وظلال العيون من الملاكيت الذي كان يمثّل الإلهين حورس ورع.
بعد الانطلاقة الرائعة هذه، انعكست الأمور تقريبًا من سنة 627 حتى 586 قبل العصر الحالي، عندما بدأ أهل المعرفة في بعض الديانات بعدم التشجيع على استخدام مستحضرات التجميل، وشهدنا على ازدراء عند الرومان القدامى لأسباب أخرى. باختصار، طوّر الرومان منتجات نظافة مثل صابون الاستحمام ومزيل رائحة العرق والمرطّب، التي كان يستخدمها الرجال على غرار النساء، لكن كان يعتبر أحمر الشفاه علامة وقاحة وكان حتى كتابات الأطباء والفلاسفة الرومانيّين تقلّل من قيمته. وتجذّرت رؤية مستحضرات التجميل هذه في الرواقية، وهي فلسفة تربط الجمال الحقيقي بالأعمال الأخلاقيّة، وسادت أيضًا بين المفكّرين اليونانيين القدامى – الأمر لذي خلّف أثرًا على تفكير بعض الأشخاص حيال المكياج. وأدّى ذلك إلى بروز ما ندعوه اليوم "مكياج اللامكياج" الذي يدور حول تحسين جمال الشخص الطبيعي بدلًا من تزيينه.
واستمرّ نمط قبول المكياج وعدمه بالانتشار في الامبراطوريّة البيزنطيّة وعصر النهضة عندما شهدنا على بروز صبغة الشعر. واستمرّ ذلك حتى منتصف القرن التاسع عشر، عندما أعلنت فيكتوريا ملكة بريطانيا أنّه مبتذل وبدأت النساء بتطبيقه سرًّا، فنشأت صيحة الخدود الورديّة بشكل طبيعيّ.
في عشرينيات القرن العشرين، أصبح المكياج ثوريًّا أكثر مع نشوء مستحضرات التجميل الواضحة جدًّا مثل مستحضرات الشفاه الحمراء ومحدّد العينين الداكن، بخاصّةٍ في العالم الانجليزي-الأمريكيّ. وشيئًا فشيئًا، أصبحت مستحضرات التجميل تُنتج وتُسوّق مجدّدًا كدليل على الغنى والمكانة حتى اقتنعت النساء بنظرة مختلفة فاعتبرتها ضرورة.
مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد