تربّت إلهام صفي الدين، التي ولدت ونشأت في مصر، أرض الدراما، على حبّ التمثيل محاطةً بعائلة أمّها التي تعمل في المجال. درست في المدرسة البريطانيّة الدوليّة بالقاهرة وانتقلت بعد ذلك إلى دبي لدراسة التسويق الرقميّ في جامعة ميدلسكس، ثمّ شقّت طريق عودتها نحو البلد الذي نشأت فيه من أجل ملاحقة ما لا يمكن وصفها إلّا بمسيرة مهنيّة واعدة في عالم التمثيل.
وتسنّت لأزياء مود فرصة إجراء حديث معها واستكشاف كلّ ما يتعلّق بشغفها وإلهامها والأهداف التي تحلم بتحقيقها.
كيف ألهمتك طفولتك لاختيار مهنة التمثيل؟
يعمل كلّ أفراد عائلة أمّي في هذا المجال، وكانت نشاطاتي بعد المدرسة مرتكزة على أمرين: دورات عن الدراما وتمارين مسرحيّة، أو الذهاب إلى موقع التصوير ومراقبة كيف تجري الأمور في الكواليس. أحبّ كلّ ما يتعلّق بهذا المجال، ولطالما كان يثيرني الفضول لمعرفة كيف تجري الأمور، لذا كنت أطرح الكثير من الأسئلة. وفي نهاية المطاف، رأيت أنّ التمثيل يحاكيني أكثر.
ما أكبر مصدر إلهام لك؟
أؤمن بشدّة أنّه يمكن إيجاد مصدر للإلهام في أيّ مكان – في الأشخاص، والأماكن، والأشياء، والمشاعر، وكلّ ما بين ذلك. إذا أردت استمداد الإلهام، سيتحقّق ذلك. ومع أخذ هذا الأمر بعين الإعتبار، أكبر مصدر إلهام بالنسبة لي عندما يتعلّق الأمر بمسيرتي المهنيّة كممثّلة هي خالتي، إلهام شاهين. أثق أنّ كلّ من قوّتها ومثابرتها وحبّها للفنّ سيستمرّ بإلهامي أنا وغيري من الأجيال قادمة إلى الأبد. أنا معجبة بحقّ بموهبتها وعملها الدؤوب.
من الأفلام القصيرة إلى المسلسلات، برأيك كم من الأشواط اجتزت في مهنتك؟
بدأت مسيرتي كممثّلة منذ حوالي سنتين. وكان أوّل عمل أشارك به هو الفيلم القصير "صاحبتي" من انتاج كوثر يونس. وحصد الفيلم جوائز عديدة من ضمنها جائزة لجنة التحكيم في مهرجان القاهرة السينمائيّ الدوليّ وقد حزت بنفسي على جائزة أفضل ممثّلة في مهرجانات أخرى. وانصدمت أنّ أوّل تجربة تمثيل لي سمحت لي بتحقيق هذا القدر من الإنجازات. ولم أكن لأستطيع فعل ذلك من دون شريكي النجم مارك هجار. وبعد فترة وجيزة، أصبحت أحدى الشخصيات الرئيسة في أوّل مسلسل دراميّ "سوب أوبرا" مصريّ على الإطلاق تحت عنوان "وسط البلد"، وكانت تجربة مختلفة بالكامل سمحت لي باختبار طرق جديدة في التمثيل والتلاعب بها. وتطلّب العملان ساعات طويلة من العمل الشاق، لكن بعد أن أتت بثمارها كان الأمر مبهجًا جدًّا. حالفني الحظ كثيرًا، الحمد لله.
من بين كلّ المسلسلات التي شاركت بها، أيّ منها تعكس فعلًا هويّة إلهام صفي الدين في الحياة الحقيقيّة؟
إلى حدّ الآن، لا أظنّ أنّ أيّ من الأدوار التي أخذتها تعكس هويّتي الحقيقيّة. غير أنّ كلّ دور يتردّد صداه مع أجزاء معيّنة منّي. فمثلًا، تتّسم سارة في فيلم "صاحبتي" بشجاعتي وجرأتي. وعاشت زينة في "مين قال؟" تجربة السخرية من الجسم والوعي الذاتي التي مررت بها في طفولتي. وتعرف ريم من "وسط البلد" كيف تعبّر عن رأيها مثلي تمامًا. من المهمّ جدًّا بالنسبة لي أن أتمكّن من إيجاد أوجه أستطيع أن أجد صلة معها في شخصيّاتي لأتمكّن من إحيائها بأكثر الطرق الحقيقيّة الممكنة.
كيف يشعرك التمثيل، وإلى أين تحلمين بالوصول من خلال المهنة هذه؟
يشعرني التمثيل بالحيويّة. أحبّ إجراءات قراءة سيناريو لأوّل مرّة وتأليف قصّة خلفيّة. أحبّ توسيع التفاصيل الصغيرة كلّها في شخصيّتي ورسم صورتها الأخيرة. أحبّ أنّ التمثيل يساعدني على التدقيق في مشاعري الشخصيّة واستكشاف غيرها جديدة. يمكنني أن أعدّ الكثير بعد لكن في نهاية المطاف، أقول أنّ التمثيل يرضيني. لديّ أهداف كبيرة وفي الوقت الحالي أركّز على الحاضر والعمل خطوة تلو الأخرى. أسعى لتوسيع مسيرتي المهنيّة نحو لبنان وبقية بلدان الخليج. وعلى المدى البعيد، آمل أنّ عند تذكّري مسيرتي الطويلة سأتمكّن من الابتسام لأنّني أظنّ فعلًا أنّني بذلت أقصى جهدي وقمت بذلك من كلّ قلبي وبحبّ كبير.
ما النصائح التي تودّين تقديمها لكلّ امرأة عربيّة يافعة ترغب باختيار مسيرة التمثيل؟
أقول لكلّ امرأة عربيّة يافعة ترغب باختيار مسيرة التمثيل: لا تخافي وكوني جريئة ولا تخجلي من طلب ما تريدينه. جازفي. اطلبي النصائح. طوّري مهاراتك. اعملي على صحّتك العقليّة والنفسيّة لأنّها جوهر ما تقومين به. وقبل أيّ شيء آخر، ثقي بنفسك، وقومي بعملك بحبّ، وحافظي على تواضعك.
مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد