صورة الغلاف من Instagram.com/dior
أصبحت في يومنا هذا الأقمشة من أهمّ الأساسيّات في حياة الإنسان، ويكمن خلفها تاريخًا طويلًا من الابتكار والتطوّر. وقبل الملابس، تمّ انتاج الأقمشة والمنسوجات وذلك يعود إلى فترات ما قبل التاريخ. ومثل أيّ قصّة، سلّطت بعض الابتكارات في الموضة العصريّة الضوء على تطوّر الأقمشة والمنسوجات المستخدمة لتصميم الملابس.
بدأ القماش المتمدّد رحلته في سبعينيّات القرن العشرين، ما أدّى إلى ابتكار أيقونة في عالم الموضة تذكّرنا بحركة تحرير المرأة. في العام 1972، استخدمت المصمّمة البلجيكيّة ديان فون فورستنبرغ الجيرسي لتعطي الفستان الأيقونيّ الذي يُلفّ – والذي كان موجودًا بالفعل – حصّته في عالم الموضة من خلال جعله رمزًا للأسلوب القويّ والأنثويّ وغير المتعب عبر أكمامه الطويلة وقصّة V العميقة عند عنقه وألوانه وأنماطه الزاهية. وصنع القماش السلس وكثير التمدّد والخفيف الوزن من القطن والصوف والألياف الاصطناعيّة واستخدم بالأصل لابتكار الملابس الداخليّة. وبمنحها الأولويّة لراحة المرأة، استخدمته غابريال شانيل أيضًا لابتكار فساتينها الجيرسي الشهيرة وبرّرت فكرتها قائلة: "أبتكر تصاميم يمكن للنساء العيش بها والتنفس بها والشعور بالراحة بها فيما يبدين أكثر شبابًا."
إنّ قماش الجينز الذي صنع في البدء كلباس عمل لعمال المناجم والمزارعين ولاعبي البولو هو من أكثر الأقمشة المستخدمة في يومنا. ابتكر جاكوب ديفيس، الخيّاط المقيم في نيفادا، وليفي شتراوس، التاجر الذي أقام في سان فرانسيسكو، القماش هذا لتصميم سراويل متينة مناسبة لمقاومة الأعمال القاسية هذه. وعندما تزايد عدد الطلبيات بكثرة، تواصلا لمساعدة بعضهما البعض بتلبية الطلب وقاما بإصدار براءة اختراع في مرحلة لاحقة. حصل الجينز الكلاسيكيّ الأزرق على لونه من صبغة اللون النيلي على الطرف الخارجيّ للقماش. ومع مرور الوقت، أصبح زاهيًا وممزّقًا فلفت انتباه محبّي الموضة الذين وقعوا بشباكه فحوّلوه إلى صيحة لا تزال تجتاح عالم الموضة حتى يومنا.
أمّا المصمّم الاسبانيّ كريستوبال بالنسياغا فقد استكشف تكنولوجيات الأقمشة لتطوير أنواع جديدة ذات خصائص استثنائيّة، وكانت هذه الفكرة التي أدّت إلى ابتكار حرير الجزار في ستينيّات القرن العشرين بالتعاون مع شركة الأقمشة السويسريّة Abraham. أسمك وأكثر مرونة من الحرير العاديّ، حقّق توقّعات بالنسياغا كونه قماشًا لمّاعًا وخفيفًا ومحافظًا على الشكل الذي يرسمه المصمّم – فيعكس شخصيّة قويّة تجسّد بطريقة مثاليّة أسلوب العلامة.
القائمة تطول وتطول، وليست الأقمشة الثلاثة هذه إلّا بعض الأمثلة عن الابتكار العصريّ في الموضة. فبين أقمشة الملابس الرياضيّة وتلك المستدامة المهيمنة في أيّامنا هذه، نبقى بانتظار ما قد يخبّئه لنا عالم الموضة بعد.
مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد