لطالما تمحور عمل إلسا سكياباريلي حول عنصر المفاجأة، لدرجة جعلت من دار الهوت كوتور هذه أرض عجائب لمن لجأوا إليها بحثًا عن إطلالات غايةً في التميّز. فروت كلّ مجموعة تمّ الكشف عنها في تاريخ الدار قصّةً مختلفةً، وكان للمجموعة التي اكتشفناها هذا الموسم في أسبوع الكوتور في باريس قصّتها الخاصة: نوع جديد من السريالية تجسّد في روح من التقليد فمزج بين الواقع والخيال بكل ما للكلمة من معنى. ألهمت تحفة الشاعر دانتي أليغييري الفنية "The Divine Comedy" بجزء Inferno المدير الفني دانيال روزبيري بفضل تقديمها الاستعارة المثالية عن المعاناة التي يختبرها كل فنان أو مبدع في خلال عملية الإبداع، والخوف من المجهول والشك في الإبداع، التي كما أثبتت إلسا هي ما يدفعنا إلى ابتكار تصاميم جديدة وصادمة.
مبتعدًا عن التقنيات ومستكشفًا غابة مظلمة ومخيفة، كشف المدير الفني عن مجموعة تكرّم حس التنظيم الذي تمتّع به دانتي، فشهد المدرج على ثلاث إطلالات تمثّل كلّ من دوائر الجحيم التسع. وشكل كل من النمر والأسد والذئبة أبطال هذه الرواية، فتجسّدوا في تصاميم مذهلة تكشف عن حيوانات محنطة زائفة مصنوعة يدويًا من مواد من صنع الإنسان مثل الاسفنج والراتنج. تدلت تراتر مصنوعة من القصدير المكسو بالجلد من بعض الفساتين، فيما تلوّن مخمل الفساتين المستقيمة القصة، الذي بدا وكأنه براق وقزحي اللون، بطلاء يتقلّب لونه بحسب منظار من يراه. ولم يكن عنصر المفاجأة محدودًا بهذه الإبداعات فحسب، إذ عززت حاميات منحوتة من موجات من عرق اللؤلؤ وتطعيم شجرة الليمون، بالإضافة إلى تمثال نصفي ضخم صُنع يدويًا من النحاس، المجموعة بما يمكننا وصفه بلمسة سكياباريلي الحقيقية.
