كنّا محظوظين بتلقّي دعوة من منتجع بولغري في بالي إذ حظينا بتجربة من العمر. واقع على علوّ 150 متر فوق المحيط الهنديّ ضمن مساحة تشمل 59 فيلّا و5 قصور تخطف الأنفاس، لا شكّ أنّ المنتجع هو إحدى الوجهات الأكثر تميّزًا وغرابةً في العالم. فهو يعيد تعريف الأناقة من خلال كلّ من عناصره التي تمّ اختيارها بحذر، فجمعت بين أسلوب بالي التقليديّ والتصميم الإيطاليّ الحديث الدراماتيكيّ. إنّنا نتكلّم على أحجار بركانيّة تمّ قصّها يدويًّا وأخشاب نادرة غنيّة وأقمشة راقية وحمم طبيعيّة وغيرها الكثير.
غير أنّ الأمر لم يقتصر على استمتاعنا بالمنتجع، إذ استطعنا تعلّم الكثير أيضًا عن الجزيرة وكنوزها. يشمل تصميم المنتجع عامّةً ثقافة المكان وعناصره الطبيعيّة بأروع الطرق، بخاصّةٍ عند الطرف الجنوبيّ الغربيّ من الجزيرة حيث يقع شاطئ طوله 1.5 كم بين المنحدر والمحيط لا يمكن الوصول إليه إلّا بواسطة مصعد المنتجع المائل. غير أنّ هذا لا يعني أنّنا لم نمتّع نظرنا بمناظر المنطقة من السماء أيضًا أثناء ذهابنا في رحلة في المروحيّة. ولا يمكن أن تنتهي رحلة استكشاف بالي هنا فكان من الضروريّ أيضًا زيارة المحليّين وتعلّم رقصهم واستكشاف الجواهر المخبّأة وكلّ ما للطبيعة أن تقدّمه لنا.
أمّا من بين الأمور التي لا يمكن أن تمرّ مرور الكرام فكان قماش “Songket” المنسوج يديويًّا – المزيّن بنقشات معقّدة مصنوعة من خيوط ذهبيّة أو فضيّة أو ملوّنة تخبر قصصًا عن الطبيعة والآلهة الهندوسيّة – الذي وجدناه كذلك الأمر في منتجع بولغري في بالي مع مجموعة من القطع الأثريّة الباليّة الرائعة والقطع الفنيّة المميّزة.
في نهاية المطاف، لن يكفي أيّ قدر من الكلام. الزيارة لا بدّ منها إذ لا يجب تفويت تجربة مماثلة تنضح بغنى ثقافيّ وتاريخيّ!
