سائرةً على خطى السيد كريستيان ديور، لا تعتبر ماريا غراتسيا كيوري الموضة طريقةً لكسو النّساء فحسب، بل أيضًا انعكاسًا للتّغيّرات الاجتماعيّة وردّة فعل على أحداث الواقع. لذلك، من الطّبيعي أن نشهد على ولادة مجموعة تستولي عليها حركتان – الحياة والموضة.
لمجموعتها لربيع وصيف 2021، تجسّد المديرة الإبداعيّة التّبدّلات الحياتيّة التي يخضع لها العالم جرّاء الأزمة الحاليّة من خلال إبداعاتها مع احترام إرث الدّار. فترجمت الأفكار إلى قصّات وأسلوب الحياة الجديد إلى أشكال، ما أنتج مجموعة تكرّم المفكّرات والشّاعرات والكاتبات اللّواتي يعبّرن عن أنفسهنّ من خلال ما يرتدين في راحة منازلهنّ – سواء أكانت إطلالاتهنّ طبقات لامتناهية من الألوان على غرار أسلوب فيرجينيا وولف أو قميص أبيض بسيط كذلك الذي تعرف به سوزان سونتانغ. أعيد تصميم القميص الرّجالي فأخذ شكل تونيك أو فستان وأرفق بسراويل مقلّمة واسعة أو شورتات تارةً، وتمّ ارتداؤه تحت معاطف واسعة مصنوعة من أقمشة مرقشة طورًا. وتزيّنت الفساتين والسّراويل بأوشحة مرقّعة مزيّنة بطبعات الزّهور و paisley مُنِحت طابعًا رومنسيًّا بفضل قطع من الدانتيل.
وكشفت بعض الفساتين الطّويلة المصنوعة من الشّيفون عن لوحة ألوان تألّفت من الأزرق الزّاهي الخالي من اللّماعيّة والرّصاصي الدّاكن والبرتقالي الشّاحب، في حين تزيّنت غيرها بتطريزات من الخرز. وبينما ضُبط بعضها على مستوى الخصر بفضل تطريزات، عكست غيرها وبحرّيّة مطلقة فكرة الجمال من خلال الحركة – محييةً أقوال جيرمانو سيلان: "لقد حان الوقت لتحلّ الموضة لغز قواها ورغباتها الكامنة وتتعرّف بأنّها فنّ أصيل وحرّ."
وتشكّل الحرفيّة أساس كلّ مجموعة من ديور وهذه ليست باستثناء. فتتميّز هذه الأخيرة بأسلوب ماريا غراتسيا كيوري في الجمع بين تقنيّتيْن راقيتيْن، ألا وهما تقنيّة ikat الإندونيسيّة وتقنيّة chiné التي تمّ تطويرها في أوروبا في القرن السّادس عشر. ومع كون كلاهما تقتضيان تلوين الخيوط قبل خياطتها، نتجت عن هاتيْن التقنيّتين معاطف وسترات ذات وجهيْن تلقي الضّوء على ثقافات العالم وتكرّم الحرفيّات المحليّة من خلال التزام الدار بالمحافظة عليها على أنّها أصول ثقافيّة.
تقنيّة chiné
تقنيّة ikat الإندونيسيّة