لطالما عُرف بنيامين أيدين المولود في ألمانيا والذي يمارس مهنة تتطلّب مزج الحضارات مع بعضها، برواية قصص من خلال إبداعاته الإستثنائيّة. فبدأ هذا المصمّم التّركي الأصل مغامرته المشوّقة عام 2011 عندما إنطلق في رحلة بحث عالميّة لمزج الموضة مع الثّقافة والإلتزام بمبادرة مزج الثّقافتين الغربيّة والشّرقيّة. والآن، متسلّحاً بشغف لا متناهٍ وحبّ للملابس المتّسمة بطابع الشّوارع، أعاد المصمّم تحديد مفهوم الثّقافة من خلال تطبيق فلسفة مزج تصاميم عن طريق علامته لي بنجامين.
ولمواكبة طاقته الكاريزميّة، أجرينا معه مقابلة قصيرة لمعرفة المزيد عن علامته التي تبدع تصاميم متّسمة بطابع الشّوارع.
هل يمكنكَ إخبارنا المزيد عن نفسك؟ كيف أصبحتَ مصمّماً؟
منذ أيّام الثّانوية، كنتُ أعلم أنّني سأغدو مصمّماً. فكنتُ مهتمّاً جدّاً بجوانب شخصيّتي الفنّيّة. ولا يزال التّصوير الفوتوغرافيّ شغفاً لي فتعلّمته إبتداءاً من الأفلام التّقليديّة ووصولاً إلى تلك الرّقميّة ولكن تصميم الأزياء هو ما يشوّقني أكثر على الصّعيد الإبداعيّ.
لقد وُلدتَ وترعرعتَ في بلاد الغرب. فكيف إستطعتَ مزج جذوركَ الغربيّة والشّرقيّة مع بعضهما في القطع التي أبدعتها؟
ترعرعتُ في كلّ من ألمانيا وسويسرا ولطالما عشقتُ إرث بلدي وثقافته التي كانت غير معروفة بالنّسبة لي. وبعد إستكشافي لها يوماً بعد يوم وإجراء الأبحاث، أصبحتْ مهووساً بالثّقافات المختلفة. والآن، تجسّد إبداعات علامة لي بنجامين روايات عرقيّة. وكوني أنا شخصيّاً من خلفيّات متعدّدة، فالأمر طبيعيّ جدّاً.
كيف تصف المبادئ الجماليّة التي تكمن وراء علامة لي بنجامين؟
تمزج إبداعات علامة لي بينجامين الرّاحة مع الطّابع الثّقافيّ. فتجمع كلّ من التّكنولوجيا وثقافة الشّارع الأفراد على مستوىً عالميّ. علامة لي بنجامين هي بمثابة حركة ثقافيّة تمكّن الأفراد ذوي الخلفيّات المتنوّعة وتعلّمهم الفرق بين الثّقافات. ويعتبر التّصوير جزءاً من الثّقافة الفرعيّة لعلامة لي بنجامين ولطالما تميّزتُ بتزيين الأزياء بمجموعة صور ذات دلالات ثقافيّة وتفاصيل ذات طابع ثقافيّ.
ما الذي يجذبك إلى مفهومي الثّقافة والتّاريخ؟
أحبّ الإلتقاء بأشخاص ذوي خلفيّات متنوّعة. لا أعتبر ذلك إختلافاً، بل جمالاً.
كنتَ المصمّم الشّرق الأوسطيّ الوحيد من ضمن الذين إختارتهم نايكي لحملتها الإعلانيّة. هل يمكنكَ إخبارنا المزيد عن ذاك الحدث؟
تواصلتْ علامة نايكي معي من أجل حملتها الإعلانيّة العالميّة “vote forward” وطلبتْ منّي تجسيد مستقبل أحذية Air Max الرّياضيّة. فأبدعتُ تصميم “Carpet Swoosh” الذي إستوحيته من سجّادة تركيّة وإستخدمته على هيكل حذاء Air Max 97. وإستخدمتُ نعل أحذية Vapor Max، إذ أردت إضافة تفصيل مستقبليّ إلى التّصميم. أردته أن يمزج الأسلوب القديم مع الجديد. فبدا الأمر وكأنّني أجريتُ تحديثاً على ثقافة معيّنة.
ما أكبر تحدٍّ واجهته؟
التّحدّي الأكبر هو إيجاد أفراد يفوقونني معرفةً. بصفتي شرق أوسطيّ وتركيّ، من الصّعب أن أجد أفراداً يتّسمون بالنّظرة نفسها؛ فنادراً ما نجد أشخاصاً ذوي خبرة عريقة في المجال وشبكة علاقات قويّة. وأيضاً، لا يشارك هؤلاء أحد معرفتهم، ما يعتبر صفة سيّئة تحول دون تطوّر المنطقة. لذلك، إنّي أقيم جلسات مناقشة داخل الجامعات، إلى جانب مؤتمرات عدّة أتكلّم في خلالها عن تجاربي الجميلة وتلك السّيّئة. إنّي أقوم أيضاً بمساعدة الفنّانين والمصمّمين الشّباب في تركيا في شقّ طريقهم. هذا أمر مهمّ جدّاً بالنّسبة لي، كما أنّني أعيد العمليّة نفسها في كلّ أرجاء الشّرق الأوسط.
هل من نصائح تقدّمها للمصمّمين النّاشئين؟
إفعلوا ما تقدّرونه. إبحثوا عن ناصحين من مجالات مختلفة لترتقوا. وإذا كنتُ متواجداً بالقرب من المنطقة التي تقيمون فيها، لا تتردّدوا في التّواصل معي وأتمنّى أن أستطيع مدّ يد العون.
ما هي الخطوة التّالية بالنّسبة لعلامة لي بنجامين؟
إنّي في صدد التّحضير لتعاون لا يمكنني البوح بتفاصيله، سيتمّ إطلاقه في خلال حدث Sole DXB في ديسمبر. إلى جانب ذلك، تمّتْ دعوتي لعرض مجموعتي لخريف وشتاء 2018/2019 في خلال حدث Pitti Uomo في فلورنسا. وسنفتتح أيضاً متاجر في كلّ أرجاء العالم، إبتداءاً من الصّين والولايات المتّحدة الأمريكيّة وقريباً في الإمارات العربيّة المتّحدة.
سندي مناسا