صورة من بولغري
قد يوقظ فينا شمّ عطر الذّكريات والمشاعر، ولا تفشل رائحة جميلة في أن تشعرنا بالسّعادة والحنين. في الواقع، إنّ العطر عنصر من عالم الجمال يصل حواسنا بفكرنا وروحنا. غير أنّ هذه المرّة، لن نكشف لك عن أحدث الإبداعات التي شهد عليها هذا العالم، بل نكرّس هذه المقالة لاستكشاف تاريخه الغنيّ.
كان المصريّون القدماء أوّل من أبدعوا العطور واستخدموا الرّوائح في كلّ ما يقومون به، من الإحتفالات الدّينيّة إلى الاستخدام اليومي. واعتادت نخب المجتمع المصريّ الأغنياء – الرّجال والنّساء على حدّ سواء – على استخدام عبير الورود كالزّنبق بهدف الإشارة إلى مركزهم الإجتماعي. وكان للفرس تفسير آخر للعطور، إذ استخدموها للإشارة إلى مركزهم السّياسي – لكن لم يتمّ اعتبارها فنًّا إلّا عندما علم بها اليونانيّون والرّومان وبدأت عندئذٍ تُنتَج بكمّيات كبيرة مع الإنتباه إلى جودتها العالية.
وعام 1190، بدأت باريس بتصنيع العطور لهدف تجاريّ – جاعلةً العاصمة الفرنسيّة مكان ازدهارها لتصبح مجالًا غنيًّا في العالم العصري. ومنذ ذلك الحين، بدأ عالم العطور بالتّطوّر من دون توقف، ما أدّى إلى إبداع ماء العطر والكولونيا ومؤخّرًا، رذاذ الجسم.
أليست هذه القصّة مثيرة للاهتمام؟
ميرلّا حدّاد