جسّد الفنّان التّونسيّ السّيد مفهوم "البصيرة" من خلال عملٍ فنّي يضع علامات إستفهام حول موضوع حكم المجتمع والمفاهيم الخاطئة عن مجتمعاتٍ محلّيّة معيّنة نعتبرها "مختلفة".

ويُسلّط هذا المشروع، الذي تمّ إطلاقه في معرض آرت دبي 2016، الضّوء على مجتمع الأقباط في حيّ الزراريب في جبل المقطم في القاهرة. باعتباره قذراً ومهمّشاً، يجمعُ هذا المجتمع المحلّي نفايات القاهرة اليوميّة ويفرزها يدويّاً مستخدماً نظام إعادة تدوير مربح جدّاً.

وبالإستعانة بفريقٍ مكوّن من 21 شخصاً آتين من كلّ أنحاء العالم، أبدعَ السّيد، وفي خلال ثلاثة أسابيع، عملاً فنّياً بصريّاً يغطّي أكثر من 50 مبنىً. ويمكن رؤية هذه التّحفة الفنّية الدّائريّة من نقطةٍ واحدةٍ تتمركز في أعلى جبل المقطم وتمّ إبداع هذه الأخيرة باستخدام طلاء أبيض مشعّ أصبح مضيئاً بعد الإنتهاء من العمل على المشروع.

ويمزجُ هذا المشروع، الذي إستلزمَ إنجازه – من انتقاله من مجرّد مفهوم إلى عمل فنّي ملموس إلى تنفيذه – سنةً كاملة، بين أحرف الأبجديّة العربيّة ورسم الغرافيتي العصريّ، مستعيناً بمقولة أثناسيوس: "من يريد أن يرى النّور عليه أن يمسح عينيه أولاً".

ميرلّا حدّاد