إنّ أضرار التغيّرات المناخيّة في ازديادٍ مستمرّ إذ أنّها تسبّب تقلّص مساحة مواقع التّراث العالميّ البحريّ التي لطالما حمتْ وبشكلٍ مستمرّ النّباتات الهشّة والحيوانات من أضرار التّوسّع الصّناعي. ولعب برنامج World Heritage Marine التّابع لليونسكو دورًا مهمًّا في حماية هذه الأماكن، ولكن موجة التغّير المناخيّ كانت قويّة لدرجة لايمكن السّيطرة عليها بالكامل. وقدّمتْ علامة جيجر-لوكولتر دعماً ليس له مثيل لليونسكو، معزّزةً مرونة النّظم البيئيّة ضدّ التّغيّر المناخي.
سيجتمع رؤساء الأُمم في باريس من الثّلاثين من نوفمبر إلى الحادي عشر من ديسمبر لحضور النّسخة الواحدة والعشرين من مؤتمر الأطراف للوصول إلى اتّفاق عالميّ لإبقاء الإحتباس الحراريّ تحت الدّرجتيْن مئويّتيْن. وفي خلال المؤتمر، ستحاول منسّقة برنامج Marine في مركز World Heritage التّابع لليونسكو في باريس جاهدةً البدء بمناقشة برعاية علامة جيجر-لوكولتر الشّهيرة. ويكمن هدف هذه المناقشة في نشر التّوعية في صفوف رؤساء الأمم في ما يختصّ بالأضرار التي يتسبّب بها التغيّر المناخيّ في 47 من المحيطات التي تحميها منظّمة اليونسكو بحسب إتّفاقيّة World Heritage. وعلى ما يبدو، تشمل المواقع التي يحميها برنامج World Heritage 10% من مساحة المواقع البحريّة المحميّة على الأرض وتتضمّن هذه الأخيرة الشّعاب المرجانيّة القديمة جدّاً وعدد كبير من أحصنة البحر وأوكار الدببة القطبيّة القديمة ومكان ولادة الحيتان الرّماديّة ونقاط توقّف الملايين من الطّيور المهاجرة.
لعبت علامة جيجر-لوكولتر دوراً بارزاً جدّاً في تقليص أضرار الصّيد الجائر والتّنمية السّاحليّة ومياه المجارير الملوّثة من خلال دعمها للدّولة وشراكتها مع منظّمة اليونسكو على الصّعيد اليوميّ. وتهدف هذه الشّراكة المثمرة إلى بناء أساس صلب للنّظم البيئيّة الهشّة كي تستطيع أن تعمل مجدّداً بعد فترة قصيرة من تغيّر المناخ.
وبالإضافة إلى كلّ هذه المساعي التي قامتْ بها العلامة، قدّمتْ هذه الأخيرة تبرّعات لمساعدة الدّول التي تحتاج إلى تحسين كفاءتها في منع الصّيد غير المشروع. وبتبرّعها بمبلغ 30,000 يورو ساعدت هذه العلامة الرّاقية حديقة National Park في جزيرة كوكو التّابعة لكوستا ريكا في التحكّم بالصّيد غير المشروع بالإضافة إلى مبادرة أكبر تجلّتْ في تمويل زورق دوريّة ورادارات جديدة ومركز مراقبة مركزيّة.
لن تذهب مساعدة ومساهمة جيجر-لوكولتر في هذا الموضوع سدىً وبخاصّة مع التّعاون الثّنائيّ بين الحديقة الوطنيّة الجليديّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة والمضائق النّروجيّة، الذي يهدف إلى تنظيم رحلات بواخر غير مضرّة بالبيئة في المنطقة التي يغطّيها برنامج World Heritage Marine.
وعبّر العالم عن إمتنانه لهذه المساهمة الغنيّة على الصّعيد المعنويّ والماليّ.
سندي مناسا
