لقد جلسنا مع مها عبد الرشيد، سيّدة الأعمال التي تكمن وراء اثنيْن من أفضل المتاجر للعلامات المتعدّدة في دبي – بمبى Bambah وزو Zoo. في وقتٍ لم يكن لمفهوم "الطّراز القديم" مكانًا في السّوق المحلّيّة، تمتّعت عبد الرّشيد بهذه الرّؤية وخاطرت في مشروعها. وبفضل بصيرتها وقدرتها على تقديم قطعٍ فريدة من نوعها، يُحاكي متجرها Bambah للعلامات المتعدّدة الرّاقية والقطع القديمة الطّراز النّساء المحلّيّات اللّواتي لم يفكّرن يومًا بشراء قطعٍ مُستعملة. ومع أخيها وشريكها حسين، الذي يتمتّع أيضًا بحبٍّ للقطع القابلة للجمع، أطلقا زو – متجر معاصر للعلامات المتعدّدة.
ومؤخّرًا، أطلقت سيّدة الأعمال الماهرة والشّابة علامتها الخاصّة المستوحاة من الموضة القديمة الطّراز، مقدّمةً ملابس سهرات ذات أسعارٍ مقبولة وقطع مصنوعة من الأقمشة الفخمة. مصريّةً نشأت في دبي، لطالما حافظت عبد الرّشيد على هويّتها العربيّة خلال مسيرتها العمليّة. وهنا، تخبرنا سيّدة الأعمال هذه عن كيفيّة تأسيس عملها ومصدر وحيها وما يجعل علامتها الجديدة أنيقة ومميّزة للغاية.
من أين أتيتِ باسم بمبى Bambah؟
تشير كلمة بمبى إلى اللّون الزّهري في اللّغة المصريّة. فكان لسعاد حسني أغنية تقول "الحياة بقا لونها بومبي" وتعكس روح الحياة السّعيدة والفرح ومن هنا استوحيت هذا الإسم. وإنّ اللّون الزّهري هو لوني المفضّل واعتقدت أنّه سيكون اسمًا يسهل لفظه. إنّه في الواقع قصير ومتعدّد اللّغات، وفي الوقت عينه إنّه عربيّ و أردت أن يتمتّع المتجر بهذه الرّوح.
ما التّحدّيات التي واجهتها عند افتتاح متجر بمبى؟
أدركت أن الكثير من النّاس لا يعرفون ما هو الطّراز القديم. وإنّ فكرة "المُستعمل" لم تكن موجودة. وشجّعتني أمّي على المضيّ قدمًا، وتجربة الأمر واكتشاف النّتيجة. فقرّرنا أن نقدّم قطع قديمة الطّراز في بوتيك راقية للغاية. وعندما دخل النّاس إلى المتجر، أحبّوا الفكرة للغاية وبدأوا بالتّسوّق ليس لأنّ القطع المعروضة قديمة الطّراز، بل لأنّ البوتيك صغيرة وظريفة وتعرض قطع فريدة. فلم يسألني أحد عن عمر فستان أو من أين أتى.
ما الذي جعلهم يشترون قطعًا مُستعملة؟
اشتروها لأنّهم لم يجدوا قطعة مطابقة لها وكانت مختلفة عن غيرها. فشمل المتجر بلوزات من الثّمانينيّات وتنانير هدلة وقطع لا تجدينها في أيّ مكانٍ آخر. والحمد للّه، سار الأمر بشكلٍ رائع!
كيف قرّرت افتتاح المتجر في فيلّا وليس في مجمّع تجاري؟
لقد اخترنا فيلّا سكنيّة من طابق واحد مزوّدة بحديقة وقمنا بترميمها. لقد قمنا بعملٍ رائع في تقديمها، وكان ذلك الجزء الأهمّ. فإنّ الدّخول إليها لم يكن شبيهًا بالدّخول إلى متجر قديم الطّراز.
ليس من السّهل إيجاد قطع قديمة الطّراز ورائعة، فماذا بالنّسبة إلى شرائها؟
أقوم بشرائها بنفسي، فأسافر وأختار كلّ ما في المتجر. أجرّب القطعة على نفسي وأنظّفها على البخار. فإذا وجدتِ قطعةً قبيحة أو وسخة، لن يعاود أحد زيارتك. لذلك، عندما أشتري القطع، ترينني أشمّها لمرّاتٍ عدّة لأنّ رائحتها لا تزول في بعض الأحيان مهما نظّفتها.
ما الذي جعلك ترغبين بإطلاق علامتك الخاصّة؟
أوحاني متجرنا بإطلاق مجموعتي الخاصّة من التّصاميم المستوحاة من الطّراز القديم, فانطلقتُ بمشروعٍ صغير وبدأت بالتّوسّع. وتطلّبت مجموعتي الأولى 9 أشهر لإطلاقها ، ما يُعتبر وقت طويل جدًّا. بدأت بالسّفر واختيار الأقمشة. وأجريتُ دورة في London College of Fashion. وهناك، تعلّمت أهمّيّة القماش – إذ اعتاد أستاذي على القول أنّ القاعدة الوحيدة في الموضة هي: القماش هو العنصر الأساسي. فإذا كنت تملكين قماشًا جيّدًا، بإمكانك بيع كلّ ما تصمّمينه – ولا يمكنني أن أنسى ذلك. والآن، يتمحور الأمر برمّته حول القماش وإنّ الذي أستخدمه، يتمّ إنتاجه خصّيصًا لي. فنقوم بتطوير طبعة وأرسمها، ثمّ نطبعها على القماش.
ما الذي يجعل قماشك مميّزًا إلى هذا الحدّ؟
لقد وجدت قماش حرير جيّد جدًّا في الهند. فأقوم بتصميم طبعتي الخاصّة وهذا ما يتطلّب الكثير من الوقت، لكن أعاود القول أنّي بحاجةٍ إلى الحفاظ على هذا العنصر الحصريّ – إنّه نقطة قوّتي. وإنّ الانتقال من الطّراز القديم إلى تصميم قطع مستوحاة من هذا الأسلوب يتطلّب هذه العمليّة الفريدة.
تحافظين على هويّتك العربيّة في كافّة أعمالك. كيف تقومين بذلك؟
أفتخر بأنّ مجموعتي مصنوعة في دبي وتمّ تصميمها في دبي وتُباع في دبي. وهذا أمر شدّدت عليه للغاية. إنّ كليْ أهلي من جذورٍ مصريّة لكنّهما عاشا خارج مصر لمدّة 35 عامًا. أعود إلى مصر من حينٍ إلى آخر لكن لأنّي لم أعش هناك أبدًا... لقد عشت في دبي ودرست وأنشأت متجري هنا – أشعر بالتّعلّق بهذا البلد. إنّ مصر جميلة. وإنّ هذه المجموعة الجديدة لخريف وشتاء 2015-2016 مستوحاة من مدينة أسوان. سافرت إلى هناك للمرّة الأولى بمناسبة عيد رأس السّنة ووقعت في حبّها. فألهمتني للغاية بجمالها. وإنّ هذه المجموعة مستوحاة بأكملها من هذا البلد وبخاصّةٍ من أسوان وفندق Cataract، فتأثّرت جدًّا!
لماذا تتمتّع مجموعاتك بحسّيّة ملابس السّهرات؟
أردت تصميم ملابس سهرات جميلة وبأسعارٍ مقبولة في الوقت عينه. وأتت هذه الفكرة إلى ذهني لأنّنا في الشّرق الأوسط نتمتّع بقدرٍ كبير من السّحر ونحتاج إلى كمّ هائل من ملابس السّهرات بسبب عدد حفلات الزّفاف التي تتمّ دعوتنا إليها. فلا يتمكّن النّاس من تحمّل تكلفة شراء الكثير من الفساتين الثّمينة لكافّة حفلات الزّفاف التي يذهبون إليها لأنّها تُستخدم لمرّةٍ واحدة. لا نعرف أين بإمكاننا توضيبها وإنّ النّاس نفسهم تتمّ دعوتهم إلى الحفل فلا نتمكّن من ارتدائها مرةً أخرى. وعندما بدأت بالعمل في مجال القطع القديمة الطّراز، كانت زبونات كثيرات يأتيْن ويطلبْن فساتين سهرات بشكلٍ خاصّ. وبإمكاني القول أنّ 65 أو 70 بالمئة من زبوناتي إماراتيّات وخليجيّات وهذا ما يهمّهنّ الأكثر. ومن هنا، أتت هذه الفكرة إلى ذهني – أريد تصاميم ساحرة تليق بالسّهرات وذات أسعارٍ مقبولة.
كيف تستوحين مجموعةً جديدة؟ هل تتبعين الصّيحات الموسميّة؟
تُلهمني القطع السّرمديّة لكن أحاول أيضًا أن أتطرّأ إلى الصّيحات لأبقى على اطّلاع بما يحدث حولي. إنّي من محبّات الزّهور والتّرقيطات والكشاكش. وفي ما يتعلّق بالتّرقيطات، ألجأ إلى سعاد حسني لاستيحاء تصاميمي. إنّها ممثّلة مصريّة.
من يلهمك؟
أقول أنّها بالتّأكيد غريس كيلي. وثمّة عارضة أزياء اسمها "جين باتشيت" من حقبة الأربعينيّات. إنّها جميلة.
كيف تصفين أسلوبك؟
دائمًا ما أعود إلى السّبعينيّات لأنّي أحبّ المزج بين الأسلوب الرّجالي والأنوثة – من خلال السّراويل العالية الخصر ورحلات السّفاري.