أسلوب حياة

هل تعلمين... القصّة وراء أحمر الشّفاه؟

بقلم ليونور ديكر
 
"الجمال، بالنّسبة لي، هو الشّعور بالرّاحة بينك وبين نفسك أو، بكلّ بساطة، القليل من أحمر الشّفاه الحادّ" – غوينث بالترو
 
يلوّن البشر شفاههم منذ الأزل. منذ 5000 سنة، اعتاد السّومريّون القدماء على سحق الأحجار الكريمة وتطبيقها على شفاههم. وفي روما القديمة، كانت نساء الطّبقة الأرستقراطيّة يلوّنّ شفاههنّ بلونٍ يُصنع في المنزل، بينما كانت كليوبترا تستمتع بسحق النّمل والصّبغ القرمزيّ بالإضافة إلى شمع النّحل لتلوين شفتيها بلونٍ أحمر.
 
في القرون الوُسطى، كانت الشّفاه الحمراء تُعتبر سمة من سمات الطّبقة الشّعبيّة، إلى أن أعادت الملكة إليزابيث الأولى إحياء هذه الإطلالة مع وجهٍ أبيض شاحب. وشهد القرن الثّامن عشر وجهةً أخرى، إذ اعتبر البرلمان البريطاني النّساء مشعوذات يقُمن بإغراء الرّجال وحثّهم على الزّواج منهنّ.
 
وعندما انطلقت صناعة الأفلام في أواخر القرن التّاسع عشر، عاد أحمر الشّفاه إلى ساحة الموضة. وفي ذلك الوقت، كان أحمر الشّفاه يُصنع من الصّباغ القرمزيّ المُستخرج من حشرات القرمز.
 
وكانت العودة الحقيقيّة في العام 1915 عندما اخترع موريس ليفي أوّل أنبوبٍ معدنيّ من أحمر الشّفاه – وهذا أمر نشكره عليه بشدّة! وقبل هذا التّاريخ، كان أحمر الشّفاه يوضّب في ورقٍ حريري، ما جعله غير مناسب على الإطلاق لتحمله المرأة في حقيبتها.
 
وإنّ نقطة التّحوّل هذه أشاعت هذا المستحضر، إذ بدأت أهمّ العلامات التّجاريّة – من شانيل إلى غيرلان – بإنتاج أحمر الشّفاه الخاصّ بها وبدأت النّساء بأن يصبحن زبونات مخلصات.
 
وفي الخمسينيّات، استخدمت معظم النّساء هذا المستحضر الذي أصبح ميزةً لمارلين مونرو. ولم يتمّ إنتاج ألوانٍ أخرى منه حتّى السّتّينيّات والسّبعينيّات. وبالتّحديد، كان لون البيج الأكثر شيوعًا في ذلك الوقت. أمّا الثّمانينيّات فرحّبت بالشّفاه الحمراء مع إتقان مادونا لهذه الإطلالة.
 
والآن، لا نزال نحتفي بالشّفاه الملوّنة. ومن الأسود إلى البنفسجي، نجد في الأسواق الآلاف من الألوان.