بقلم ميرلّا حدّاد

بكونها حبوب ترمز إلى النّقاوة والكمال والأناقة، كلّ امرأة على وجه الأرض تحلم بالحصول على قطعة مجوهرات منمّقة باللّؤلؤ لإكمال مظهرها بإحدى أرقى الهدايا التي تقدّمها لنا الطّبيعة. ولطالما لفتت اللّآلئ، التي تأتي طبيعيًّا بمجموعة واسعة من الأحجام والأشكال والألوان، نظر محبّات المجوهرات. غير أنّها نوعًا ما نادرة، إذ إنّ حيوان "محار" من أصل 10000 ينتج هذه الحبّة الرّائعة في صدفته. وفي أوائل القرن العشرين، طوّرت مجالات اللّآلئ المستزرعة تقنيّات تعزّز إنتاجها. أكثر عدد منها تمّ إنتاجه في عصرنا مقارنةً بأيّ وقتٍ مضى من التّاريخ وفي عدد أكبر من البلدان كأستراليا وتاهيتي والصّين. وبكلّ بساطة، لم نتمكّن إلّا من أن نمنحك فكرة عامّة عن أشكال اللّآلئ وأنواعها وألوانها لكونها أكثر منتجات الأرض جمالًا وتقديرًا.

أشكال اللّآلئ وأحجامها
بما أنّ اللآلئ هي منتجات طبيعيّة، قد تكون غير كاملة بعض الشّيء على مستوى الشّكل. فعندما ينتج الحيوان الطّبقات التي تتشكّل منها حبّة اللّؤلؤ، لا تحيط كلّ طبقة دائمًا بكافّة أنحاء الحبّة. وفي غالب الأحيان، تشكّل هذه الطّبقات غير المتساوية طريقة سهلة للتّمييز بين لؤلؤة طبيعيّة ولؤلؤة إصطناعيّة. ويرتكز أيضًا شكل الحبّة وحجمها على نوع الحيوان البحري الذي ينتجها والوقت الذي أنتجها فيه ومكان إنتاجها داخل الصّدفة وحرارة المياه وتركيبتها الكيميائيّة، بالإضافة إلى صحّة الحيوان.


 
أنواع اللّآلئ
إنّ اللّآلئ الطّبيعيّة نادرة جدًّا. في الماضي، وجد الباحثون الكثير منها في الخليج الفارسي، لكن بسبب حصادها، لا يمكننا الآن سوى إيجاد حبّات لؤلؤ طبيعيّة صغيرة بأسعار جدًّا مرتفعة.
تنمو اللّآلئ المستزرعة في مزارع خاصّة، حيث تتمّ تربية هذه الحيوانات البحريّة التي تعيش في صدفاتها إلى أن تصبح بسنّ تتمكّن فيه من قبول نواة عرق اللّؤلؤ. وبواسطة عمليّة جراحيّة دقيقة، يزرع متخصّص الحبّة داخل الصّدفة قبل إعادتها إلى المياه لتنتج اللّؤلؤة. وفي هذه الحالة، لا تنتج كافّة الحيوانات حبّات من اللّؤلؤ ولا تكون كافّة الحبّات التي تنتجها عالية الجودة. 
   
بإمكاننا إيجاد اللّآلئ في المياه المالحة والمياه العذبة. في المياه المالحة، نجد لآلئ الأكويا المستزرعة في مياه اليابان والصّين. وتتراوح أحجام حبّاتها بين 2 ميليمتر و10 ميليمتر – وإنّ هذه الأخيرة نادرة جدًّا – وتأتي عادةً بلون الأبيض ولون الكريم وبشكل مستدير.
 


تنتج أستراليا وأندونسيا والصّين ما يُسمّى بلؤلؤ البحر الجنوبي الذي يتراوح حجمه بين 9 و20 ميليمتر – ما يجعله الأكبر بين كافّة أنواع اللّآلئ – ويأتي هذا النّوع باللّون الأبيض أو الذّهبي أو لون الكريم.



على الرّغم من إسمه، إنّ اللّؤلؤ التّاهيتي لا يتوفّر فقط على هذه الجزيرة بل أيضًا في عدد من جزر بولينيزيا الفرنسيّة. يتراوح حجمه من 8 إلى 16 ميليمتر. وعلى الرّغم من أنّه يُسمّى باللّؤلؤ الأسود، إنّه يأتي أيضًا بألوان الرّمادي والأزرق والأخضر والبنفسجي.
 


غالبًا ما تأتي اللآلئ التي نجدها في المياه العذبة كالبحيرات والأنهر باللّون الأبيض وتكون شبيهة بلآلئ الأكويا من ناحية الشّكل والحجم. متوفّرة أيضًا بأشكال مختلفة وبتشكيلة واسعة من ألوان الباستيل، لا تتمتّع معظمها بنواة، ما يفسّر لونها اللّمّيع السّميك والقويّ.
 


ألوان اللّآلئ
من الأبيض والأصفر والذّهبي والزّهري إلى الأسود، تأتي اللّآلئ بألوان عدّة.
وتحمل لآلئ الأكويا لونًا أبيض كلاسيكي مع لمسة خفيفة من اللّون الزّهري.



تأتي لآلئ المياه العذبة بمجموعة واسعة من الألوان كاللّيلكي والقرنفلي المائل إلى الزّهري، بينما تنقسم لآلئ البحر الجنوبي إلى فئتين: "لآلئ البحر الجنوبي البيضاء" و"لآلئ البحر الجنوبي الذّهبيّة".



اللّآلئ التّاهيتيّة هي اللّآلئ الوحيدة التي تأتي بألوان داكنة وغالبًا ما تحمل أيضًا ألوان الفضّي والرّمادي والأخضر.