أسلوب حياة

هل القياس ذو أهمّيّة: تطوّر قياس الملابس وانخفاضه

01 of 02
02 of 02
بقلم ليونورد ديكر
 
تخيّلي التّالي: أنت في متجر وتجدين ذلك السّروال المثالي الذي لطالما أردت الحصول عليه. تبحثين وتجدين أنّه الأخير. يتوقف قلبك عن الخفقان للحظة وتقولين لنفسك: لا بدّ من أنّ ذلك إشارة لي. تتفحّصين القياس وتجدين لسوء الحظّ أنّه ضيّق جدًّا فيخيب أملك. هل يبدو هذا الموقف مألوفًا؟
 
تجعلنا هذه الحكاية، التي غالبًا ما تحدث معنا على عكس رغبتنا، نتساءل كيف وُجِدَ قياس الملابس وكيف تطوّر. 
 
من المُضحك أنّه تمّ اختراع قياسات الملابس في أوائل القرن التّاسع عشر وقبل ذلك، كان يتمّ قياس الملابس لدى الخيّاطين أو في المنزل. وهنا، بدأ الخيّاطون بالملاحظة كمّ أنّ نطاق قياسات جسد الإنسان ضيّق وقرّروا تسهيل عملهم من خلال إبداع قياسات مختلفة، ما أشار على بدء عهد الملابس الجاهزة الذي لم ينتشر قبل بداية القرن العشرين. 

 
وعلى الرّغم من أنّ ذلك سهّل المهمّة، لم تكن الملابس تتناسب مع جساد الزّبائن بشكلٍ مثالي، إذ لم تكن القياسات الموحّدة متقنة، وبكلمات أخرى تمتّع كلّ من الخيّاطين بنظام قياسات خاصّ به. فعلى سبيل المثال، قياس 6 في متجر معيّن لم يتناسب مع القياس نفسه في متجر آخر، ما تطلّب في معظم الأحيان من الزّبائن تبديل القطعة أو القيام ببعض التّعديلات عليها وبما أنّ الاختلاف بين القطعتين يقارب 10 إلى 15 رطل (5-7 كغ)، كانت المهمّة صعبة بعض الشّيء.
 

وبما أنّ هذه المسألة قد احتاجت إلى التّغيير، في العام 1937، بدأت الوزارة الأمريكيّة للزّراعة بإجراء إحصاء لاختراع نظام موحّد للقياسات النّسائيّة. وتمّ إجراء دراسات أخرى في العام 1941 دقّقها المكتب الوطني للمعايير ليتمّ تطبيقها في العام 1957. ولسوء حظّ الجميع، لم تعد هذه الدّراسة موضع تطبيق إذ قد تغيّر جسد المرأة من البنية المشدودة الخصر إلى القصّات الواسعة والأكثر طولًا التي ميّزت السّتّينيّات. فاحتاجت الدّراسات الجديدة 10 سنوات ليتمّ تطويرها وفي العام 1971 تمّت التّعديلات – لكن لم يحترمها الجميع.   

 
في الثّمانينيّات، بدأ المصمّمون بنظامهم الخاصّ الذي ما زال سائدًا حتّى اليوم والذي يُعرف بقياسات الغرور أو “vanity sizing” – ما يعني تصميم ملابس واسعة تحت قياسات صغيرة لإرضاء الزّبونات. ففستان ذو قياس 8 في العام 1967 على سبيل المثال، يُعتبر اليوم قياس 0.

 
وكنتيجة لهذا النّظام، توجّب اختراع قياس فاضح جديد في العام 2006 ألا وهو قياس 00. وبما أنّ القياسات استمرّت في أن تصبح أوسع جرّاء تغيّر أجساد النّساء، كان من الضّروري إيجاد قياس للّواتي يحافظن على أجسادهنّ ووزنهنّ، ما أدّى إلى نشأة قياس 00.
 
فهل من الممكن توقّع قياس 000 في أيّ وقتٍ قريب؟ إنّ الزّمن وحده يخبّئ لنا هذا السّرّ.