أسلوب حياة

من القداسة إلى الشّهرة: كيف تطوّرت السّجّادة الحمراء

01 of 02
02 of 02
بقلم ليونور ديكر

إنّها السّجّادة الحمراء، ممرّ الشّهرة الذي يحلم الجميع بالسّير عليه على الأقلّ مرّة واحدة في حياتهم. يظهر هذا العنصر باستمرار في كلّ حفل جوائز ترفيهيّة أو حدث ساحر أو قسم للشّخصيّات المهمّة. إنّ هذه السّجّادة تجعلنا بطريقةٍ أو بأخرى نشعر بأنّنا مميّزين عندما نراها – لكن هل تساءلتِ يومًا لماذا تكون حمراء ولماذا وُجِدت في الأصل؟

البعض يخمّن أنّ أقدم معلومات عن السّير على السّجادة الحمراء تعود إلى العام 458 ق.م.، وهو العام الذي ظهرت في خلاله في مسرحيّة “Agamemnon” التي كتبها Aeschylus. فعندما عادت الزّوج المتعجرف الذي يحمل اسم المسرحيّة من طروادة، رحّبت به زوجته المريرة بسجّادات حمراء داكنة اللّون ليمشي عليها – مع أنها كانت مخصّصة للآلهة. وعلى الرّغم من أنّ Agamemnon قد اعترض في البداية، إلّا أنّه استسلم بعدها للأمر.




في وقتٍ لاحق، أخذ اللّون الأحمر طابعًا ملكيًّا – وكان ذلك ربّما لأنّ الأحمر هو لون الدّم والملكيّة تتناقل بفضله من جيل إلى آخر. فغالبًا ما تمّ رسم ملوك عصر النّهضة مرتدين ملابس مخمليّة حمراء وسجّادة حمراء تغطّي أدراج أعراشهم.




وبعد الآلهة والملوك، أتى القوّاد السّياسيّين! ففي العام 1821 في مدينة جورجتاون Georgetown، تمّ فرش سجّادة حمراء كبيرة لاستقبال الرّئيس جيمس مونرو بعد أن نزل من زورق نهري.




في العام 1902، أطلق سنترال نيويورك (New York Central) 20th Century Limited: قطار حصري سريع من نيويورك إلى شيكاغو يرحّب بزّواره بواسطة سجّادة حمراء مفروشة على رصيف المحطّة – ما شكّل ربّما مصدر وحي لعبارة "التّعامل مع السّجّادة الحمراء". وهنا، لم تعد هذه الأخيرة حصريّة لرؤساء الجمهوريّة أو للملوك، بل أصبحت أمرًا بإمكاننا الحصول عليه أو شراءه.




وإذا كان من أناس يحبّون فكرة معاملتهم كملوك، إنّهم حتمًا نجوم هوليوود! ففي السّابع عشر من نيسان/أبريل 1961 بدأ تاريخ السّجّادة الحمراء في حفل جوائز الأوسكار الثّالث والثّلاثين في Santa Monica Civic Auditorium – ليصبح ما هو عليه اليوم. غير أنّ هذه السّجّادة لم تنشر تأثيرها الحقيقي إلّا في العام 1966، إذ إنّه كان العام الذي شهد أوّل بثّ ملوّن لحفل الأوسكار، ما منح ملايين المشاهدين نظرة حقيقيّة لهذا العنصر – الذي أصبح الآن بحجم 16500 قدم مربّع. 



وفي أيّامنا هذه، لكلّ حفل شبيه بحفل جوائز الأوسكار سجّادته الحمراء الخاصّة التي تستقبل الشّخصيّات ذوات الأهمّيّة.