أسلوب حياة

تطوّر شكل جسد المرأة مع مرور الزّمن

بقلم ميرلّا حدّاد

هل تساءلتِ يومًا كيف اختلف شكل جسد المرأة من حقبةٍ إلى أخرى من الزّمن؟ فإنّ طموحات المرأة حيال شكل جسدها اليوم تختلف تمامًا عن شكل جسدها في الماضي.

تشكّل أشكال جسد المرأة صيحاتٍ مُلهَمة من النّجمات، أو الشّخصيّات المعروفة في حقبةٍ معيّنة من الزّمن، ومن تغيّر تيّار التطوّر. في الواقع كانت المرأة ترتدي مشدّ للخصر أو تكسب وزنًا لتتماشى مع صيحات الزّمن الذي كانت تعيش فيه. وبينما قد يتمّ تفسير جمال المرأة بطرقٍ عدّة ومختلفة، لم يسمع معظمنا على الإطلاق بأشكال الأجساد المثاليّة المختلفة التي شهدها تاريخنا.


في مصر القديمة، كان جسد المرأة ضعيف وقويّ. وتمامًا ككليوباترا – آخر فرعونة ناشطة في زمنها – كانت أكتاف المرأة هزيلة وخصرها عالي ووجهها متماثل. غير أنّ النّساء في اليونان القديمة – التي تشكّل حقبة تاريخيّة شهدت نشأة لأدوار المرأة الإجتماعيّة – كنّ سمينات وقويّات. وكانت بشرتهنّ فاتحة اللّون وكان يتمّ اعتبارهنّ صورة "مشوّهة" عن الرّجل.





شهد عهد سلالة هان، الذي يُعتبر من أهمّ الحقبات في تاريخ الصّين، نساء ذوات خصرٍ رفيع وبشرة شاحبة. كانت أرجلهنّ صغيرة وعيونهنّ كبيرة، وإذا لم يكن ذلك بالطّبيعة، كنّ يستخدمن المكياج للحصول على هذا المظهر.





مع صدورهنّ الكبيرة، تمتّعت نساء النّهضة الإيطاليّة ببطنٍ مدوّر وأرداف ممتلئة وبشرة فاتحة، بينما كانت نساء الحقبة الفيكتوريّة في إنكلترا ممتلآت وبدينات وتمتّعن بخصرٍ رفيع بفضل المشدّ الذي اعتدن على ارتدائه للحصول على الجسد المثالي.





كانت حقبة العشرينيّات الصّاخبة زمنًا اكتسبت فيه النّساء حقوق جديدة وبدأن في العمل خارج نطاق المنزل. ومع شعبيّة السّينما المتصاعدة في حينها، بدأ ظهور نجمات حقيقيّات. وكانت مؤسّسة علامة شانيل الفرنسيّة الرّاقية، غابريال كوكو شانيل، واحدة من الشّخصيّات المئة الأكثر إلهامًا في القرن العشرين. وفي خلال هذه الحقبة، تمتّعت النّساء بصدور مسطّحة وخصرٍ رفيع وقصّات شعر قصيرة وشخصيّات صبيانيّة.





تميّزت حقبة هوليوود الذّهبيّة بالممثّلات وعارضات الأزياء الأمريكيّات الشّهيرات، وتحديدًا بالمغنّية والممثّلة مارلين مونرو التي أصبحت رمز موضة. كانت هذه النّجمة ممتلئة الجسد وكان جسمها على شكل ساعة رمليّة. وبفضل صدرها الكبير وخصرها الرّفيع، اعتُبرت مونرو رمزًا لسحر هوليوود القديمة.





بعد هذه الحقبات، اتّخذ الجمال الأنثوي اتّجاهًا مختلفًا شبيهًا بعض الشّيء بحقبة العشرينيّات الصّاخبة. فشهدت السّتّينيّات نشأة حركات اجتماعيّة مهمّة وثورة موسيقيّة وتغيّر في صيحات الموضة. بعد نجاح مسيرتها في عالم الموسيقى، أصبحت المغنّية البريطانيّة ساندي شو رمزًا للموضة، ما حثّها على إنشاء علامتها الخاصّة. وكانت نساء تلك الحقبة يطمحن إلى الحصول على جسد ضعيف وسيقان طويلة ورفيعة.





كانت الثّمانينيّات حقبة عارضات الأزياء وإنّ جاين فوندا هي أفضل من يجسّد هذه الفترة من الزّمن. فبعد حصولها على جائزتي أكاديمي، أطلقت هذه الممثّلة الأمريكيّة برنامج “Jane Fonda’s Workout Book” الشّهير وأطلقت معه صيحة التّمارين الرّياضيّة التّنفّسيّة. وفي خلال هذه الحقبة، كانت أجساد النّساء رياضيّة وطويلة ونحيفة مائلة إلى الامتلاء، وكانت الأذرع المسمرّة رائجة.





إنّ كيت موس عارضة أزياء بريطانيّة من التّسعينيّات، التي تُعرف أيضًا بحقبة "الأناقة السّاحرة". متّبعةً المظهر النّحيف، نالت كيت موس بوجهها الضّعيف رواجًا كبيرًا مثيرًا للجدل. فطمحت النّساء عندها إلى الحصول على أجساد نحيفة إلى حدٍّ بعيد وحاولن الحصول أيضًا على بشرة شفّافة.





ولحسن الحظّ، يتطلّب الجمال العصريّ الذي يشهده زمننا هذا جسد صحّي على الرّغم من النّحافة. فتطمح نساء اليوم إلى الحصول على بطن مسطّح وجسد صحّي وصدر ومؤخّرة كبيريْن مع فجوة في الفخذ. وعلى الرّغم من أنّهنّ يلجأن إلى عمليّات التّجميل فضلًا عن ممارسة الرّياضة واتّباع حمية غذائيّة للحصول على الجسد المثالي، تفضّل النّساء العصريّات الأجساد الصّحيّة، ما يسمح لنا بالقول بأنّنا نتقدّم في الاتّجاه الصّحيح.