أسلوب حياة

هل تعلمين... كيف أصبح الأسود لون الموضة؟

بقلم ليونور ديكر
 
من ملابس كارل لاغرفيلد اليوميّة إلى لون ملابس كيم كارداشيان، نجح اللّون الأسود بجدارة في أن يصبح اللّون المفضّل لدى محبّي الموضة. إنّه بسيط وأنيق ويجعل الجميع يبدون رائعين – لكن هل تعلمين كيف وصل هذا اللّون الدّاكن إلى هذه المرتبة العالية؟
 
في الماضي، كان الأسود لون الحداد – وكان مخصّصًا بشكلٍ حصريّ للطّبقة الأرستقراطيّة حتّى القرن التّاسع عشر. وكانت الأرامل والأمّهات يرتديْن اللّون الأسود لمدّة طويلة من الزّمن بعد وفاة شخصٍ مقرّب لهنّ.
 
وعندما ظهرت الطّبقة الوسطى في إنكلترا وأمريكا بعد الثّورة الصّناعيّة – واستولت مجلّات الموضة على العالم بقوّة (بما فيها Vogue و Harperʼs Bazaar)، أصبح الحداد المتماشي مع الموضة أمرًا أساسيًّا ومجال عمل. وبعد ارتفاع نسبة الطّلب، بدأت متاجر البيع بالتّجزئة – كمتجر Lord & Taylor المتمركز في مانهاتن – بتوسيع أقسام ملابس الحداد، حيث لا يتمّ بيع سوى القطع السّوداء. وأدّى ذلك إلى تسويق هذا اللّون الدّاكن وجعله لونًا أساسيًّا.
 
أمّا الحقبة التّالية فتميّزت بفستان كوكو شانيل الثّوري، الفستان الأسود القصير “Little Black Dress”، الذي تمّ تصميمه في العام 1926. وسرعان ما أصبح هذا الفستان الأنيق قطعة أساسيّة للمرأة المتماشية مع الموضة واجتاح خزانات النّساء. وفي الخمسينيّات، استولى كريستيان ديور على العرش وصمّم الفستان الأسود الذي يليق بمناسبات ما بعد الظّهر وسترته – ليشكّلا أيضًا قطعتيْن حصريّتيْن للطّبقة العليا.
 
كانت السّتّينيّات والحركة "الوجوديّة" نقطة تحوّل، بحيث أصبح الأسود اللّون المفضّل لدى الفنّانين والمفكّرين. وكانت الأعناق الضّيّقة السّوداء أكثر ما كان رائجًا في خلال هذه الحقبة.
 
وفي أيّامنا هذه، يرتدي الكثيرون اللّون الأسود بما أنّه يجعل الجسد يبدو نحيفًا ويتناسب مع الجميع. ومع مرور السّنين، ارتدى هذا اللّون محبّي الأسلوب القوطيّ والأشخاص اللّذين ينتمون إلى الطّبقة العليا، إذ قال كريستيان ديور بحكمة: "بإمكانك ارتداء اللّون الأسود حينما تشائين، ومهما كان عمرك. فقد ترتدينه في أيّ مناسبة."
 
وفي الوقت الحالي، "سأتوقّف عن ارتداء اللّون الأسود عندما يتمّ اختراع لونًا أغمق منه." – ونسداي آدمز